للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[أسباب عدم الخشوع في الصلاة]

السؤال

إذا صليت الظهر أتاني الخشوع، وإن صليت العصر في نفس اليوم لا أخشع، فما سبب ذلك؟

الجواب

هذا يختلف باختلاف الظروف التي مرت بك، ولها أسباب الله أعلم بها، لكن قد يكون هذا من بعض المصائب التي حدثت أو الشواغل التي شغلتك؛ أو بعض الأمور، فإن بعض الناس قد يشتغل ببعض الأمور السهلة، قد يكون ما تغدَّى، فهو يُحدِّث نفسه بالغداء في الصلاة، ولذلك أمرنا ألاَّ نصلي وقت حضور الطعام، وإذا حضر العِشاء والعَشاء أن نقدم العَشاء قبل العِشاء، بشرط ألا نأخذها عادة، وألا نجعل الطعام -دائماً- لا يجهز إلا وقت الأذان، فإذا أذن قال: نزلوا العشاء، قالوا: هذا وقت صلاة؟ قال: يقول صلى الله عليه وسلم: {إذا أتى العَشاء والعِشاء فابدءوا بالعَشاء} ما أفقهه في الدين! ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم!

فهذه من الحيل المحرمة، وقد يكون هذا الذي لم يخشع في صلاة العصر أفرط في تناول الغداء، فتشتت ذهنه، والإمام مالك يقول: " أرى أن يسدَّ رمقه" فبعض الناس يجوع جوعاً عظيماً، فقد يكون ما أفطر؛ فإذا أتت صلاة العصر وهو ما أفطر ولا تغدَّى، فيمكن أن يقرأ التحيات في القيام.

فالمقصود أنه يسدَّ رمقه بشيء.

ولا صلاة بحضرة طعام، هذا نص، وهذه رخصة نأخذها، فنأكل ما تيسر ثم نقوم، أما أن يأكل الإنسان الغداء ثم يأكل فاكهة، ثم يشرب بيبسي، ثم يشرب قهوة، ثم يخرج يصلي العصر مع المغرب، فهذا ليس بوارد.

<<  <  ج:
ص:  >  >>