من دعا الناس وهو جاهل؛ كان ما يفسد أكثر مِمَّا يصلح، وقد منع عمر رضي الله عنه وأرضاه من تصدر للناس وهو جاهل، فقد ورد عنه في سيرته، أنه دخل المسجد، فوجد رجلاً يقص على الناس، على كرسي في مسجد الرسول عليه الصلاة والسلام، فسمعه يقص عليهم قصة دانيال فأخذه، مثل مَن يأتي اليوم في المسجد، فيقص على الناس قصة داحس والغبراء، أو قصة أبي زيد الهلالي، أو قصة الجارية تودد، أو قصة كسرى أنو شروان، وأمثالهم وأضرابهم، فـ عمر استمع إليه، فأخذ عمر الدِّرة، وتقدم رضي الله عنه وأرضاه، فخفق رأسه خفقاً، وقال: لا تحدثنا في مسجدنا قاتلك الله، يقول الله:{نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ}[يوسف:٣] قالوا: منعه عمر؛ لأنه يتكلم بجهل، حتى القصة، لا بد إذا أُوْرِدَتْ أن تكون بضوابط شرعية، أما أن يتحدث الإنسان بكل ما يسمع، وقد تخالف هذه القصة قواعد الشرع، فهذا خطأ.