للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[سند الحديث وترجمة رجاله]

أولاً: رجال السند: قال البخاري: (حدثنا آدم) وهو آدم بن أبي إياس؛ جاء رجل إلى الفضل بن دكين وطرق عليه الباب، فقال: من؟ قال: رجل من ذرية آدم؛ فخرج وعانقه وقال: ما ظننت أنه بقي من ذرية آدم في الدنيا أحد!

(قال: حدثنا ابن أبي ذئب) هو الإمام الشهير، قرين الإمام مالك، كان من أقوى الناس، ويقولون: إنه كتب موطأً -والله أعلم- أراد أن ينافس به الإمام مالك، فقال الإمام مالك: ما كان لله سيبقى.

كان ابن أبي ذئب يكتب إلى الإمام مالك بالعزلة، ويوصيه بالقوة في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وكان من قوة ابن أبي ذئب أنه دخل على أبي جعفر المنصور وقيل إنه طاووس، وأبو جعفر هذا يقول فيه الإمام أحمد: جبار الدنيا، ما كان يستطاع أن يتكلم بين يديه فقال له أبو جعفر: ناولني هذه الدواة يا ابن أبي ذئب كانت الدواة على ماسة هناك، والخليفة أمير المؤمنين أبو جعفر جالس هنا، وابن أبي ذئب عالم المسلمين بينهما، فقال: والله لا أناولك الدواة.

قال: ولم؟ قال: إن كنت تكتب باطلاً فلا أكون شريكاً لك في الباطل، وإن كنت تكتب حقاً فلست بخادم لك؛ فأرسل من أخذها وأتى بها.

يقول الذهبي في سير أعلام النبلاء: دخل المهدي بن أبي جعفر المنصور المدينة -وهذه قصة معروفة- فلما دخل المسجد قام الناس جميعاً في المسجد؛ لأنه من بني العباس، ومعه أمراؤهم وعلماؤهم، وهو الخليفة، فلما دخلوا قام الناس كلهم إلا ابن أبي ذئب فما تحرك وكان ماداً رجله، فأتى المهدي فسلم عليه وقبل بين عينيه؛ لأنه كبير في السن وشيخ ومحدث وعالم وزاهد، وقال: لم لم تقم لي وقد قام الناس لي؟ قال: أردت أن أقوم لك وتحفزت وتهيأت فتذكرت قوله تعالى: {يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} [المطففين:٦] فتركت القيام لذلك اليوم.

فقال المهدي: والله ما بقيت شعرة في رأسي إلا قامت.

قال: (عن سعيد المقبري) وهذا من مشايخ أهل المدينة ومن التابعين الكبار، وكان فيه عرج ولكنه من العباد الصالحين؛ كان يقوم من وسط الليل يصلي حتى الفجر، فتظن ابنة جاره إذا خرجت أنها خشبة منصوبة على السقف، فما انتقل من جيرتهم إلى بيت آخر قالت لأبيها: يا أبتاه! أين الخشبة التي كانت على بيت جارنا؟ قال: هذا المقبري، انتقل إلى بيت آخر، وما كان ينام كما تنامين (أو كما قال).

قال: (أخبرني أبي عن ابن وديعة) وابن وديعة ليس من المشهورين المكثرين؛ ولذلك فترجمته قصيرة.

(عن سلمان الفارسي) الباحث عن الحقيقة، رجل الحق الذي تمرس في الأديان وجربها في أرض الواقع، وخرج بنتيجة لكل عاقل إلى قيام الساعة؛ وهي أنه لا فلاح للإنسان إلا بهذا الدين.

دخل مع المجوس في نارهم، ودخل مع النصارى في عبادتهم، واستقرأ أخبار اليهود، وفي الأخير أتى إلى محمد صلى الله عليه وسلم.

قواصد كافور توارك غيره ومن قصد البحر استقل السواقيا

وأكرم الله محمداً صلى الله عليه وسلم عن كافور.

وفي الحديث مسائل:

<<  <  ج:
ص:  >  >>