للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[التوبة من الذنوب]

السؤال

وقعت في ذنب بدافع الشهوة، وكلما تبت عدت إليه ثانية حتى ملت نفسي وتعبت كثيراً، وأملي في الله كبير، وبقدوم شهر رمضان شهر التوبة أخشى ألا أدركه، فوجهني جزاك الله عني وعن المسلمين خير الجزاء.

الجواب

أولاً: أوصيك ونفسي الآن بالتوبة، الآن وأنت جالس أن تعقد العزم على أن تتوب، ولا تنتظر رمضان؛ لأنه قد تؤخذ نفسك من بين جنبيك قبل أن تصلي العشاء، فالآن اعقد التوبة، وأنا وإياك والحضور نعلن التوبة النصوح عل الله أن يتوب علينا جميعاً.

ثانياً: ما ذكرت من الذنب والخطيئة، فإن هناك رباً يغفر ويرحم، وقد جاء عند ابن حبان عن عائشة {أن رجلاً قال: يا رسول الله! إني أذنب.

قال: تب إلى الله، قال: ثم أذنب، قال: تب إلى الله، قال: ثم أذنب، قال: تب إلى الله.

قال: إلى متى؟ قال: حتى يكون الشيطان هو المدحور} وفي بعض الآثار: {ولو عاد في اليوم سبعين مرة} فأنت ما معك إلا التوبة، وكما يقول ابن عباس: [[اصبحوا تائبين، وامسوا تائبين]] وقال ابن مسعود: [[تحترقون تحترقون، ثم يكشف ما بكم، ثم تحترقون تحترقون، ثم يكشف ما بكم]] فما معي ومعك إلا أن نتوب ونستغفر دائماً، ونجدد توبتنا واستغفارنا علَّ الله أن يرحمنا، هذا ما أطالبك به.

ثالثاً: أرى أن تستغل شهر رمضان في تكفير السيئات الماضية، فتحضر صلاة الجماعة، وتقرأ القرآن، وترافق الصالحين، وتبكي على ما فات منك، وتتأسف وتندم، فإن الندم توبة، وما أصر من استغفر ولو عاد في اليوم سبعين مرة، فاندم على ما فات

تقطعني على التفريط دأباً وبالتفريط نفسك قد قطعتا

وفي صغري تحدثني المنايا وما خطرت بقلبك إذ كبرتا

وتشفق للمصر على الخطايا وترحمه ونفسك ما رحمتا

مشيت القهقرى وخبطت عشوا لعمرك لو وصلت لما رجعتا

إذا ما لم يفدك العلم خيراً فليتك ثم ليتك ما علمتا

وإن ألقاك فهمك في مغاوٍ فليتك ثم ليتك ما فهمتا

فنسأل الله أن يفهمنا وإياكم، وأن يتوب علينا وعليكم أكرر الشكر لإمام هذا المسجد ولكم، والشكر أولاً وآخراً وظاهراً وباطناً لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.

<<  <  ج:
ص:  >  >>