هناك كتاب اسمه العوائق لكن عليه ملاحظات، أنا ما قلتها لكن بعض طلبة العلم الجادين، وعلى كل حال لا تنجلي الطريق إلا بالكتاب والسنة، ولا يأتي الإنسان في بعض المزالق إلا لقلة علمه، أو فقهه، أو حكمته، فكلما تنور الإنسان بالكتاب والسنة بانت له العوائق {وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآياتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ}[الأنعام:٥٥].
من العوائق: تشتت الكلمة والفرقة، حزبية ممقوتة ضيقة أضيق من خناق الحمار، يموت فيها الشاب وهو حي يرزق بعينيه وأذنيه وقلبه، لكن لا يعرف الطريق، يضيق على نفسه بكتب محددة وأساتذة محدَّدين، وجلسات محددة، ونحن لا نثرب على الناس، لكن الإسلام أوسع وأعمق وأكبر، والإسلام قرآن وسنة، الإسلام هذا الجمهور العظيم الهائل الذي تعيش معه، كلهم إخوانك وأصحابك وأحبابك يسيرون معك في طريق إلى الله، فلا تضيق الطريق على نفسك وتحمل على أخيك وتكرهه بل صاف الجميع، واعمل مع الجميع، وعاونهم، وساعدهم؛ فلكل مسلم منك حظ ونصيب.
بـ الشام أهلي وبغداد الهوى وأنا بـ الرقمتين وبـ الفسطاط جيراني
ومن العوائق: قلة العلم، جاهل يدعو كيف يدعو؟! ومن العوائق الحدة والعجلة والطيش والعنف يريد أن يأتي الدعوة بالتكسير، يريد أن يأتي بالهراوي والمشاعيب ويقود عباد الله إلى الجنة، ولو كان هاك أحد يستطيع لجعل الله ذلك للأنبياء، لكن أتوا بكتاب وببسمة وبسنة وبتعاليم ربانية، فقادوا القلوب بالحب إلى الجنة.
ومن العوائق: عدم معرفة الأولويات، وعدم التدرج في الدعوة، يرسل- صلى الله عليه وسلم- معاذاً، فيقول له:{ليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إلا إله الله، وأني رسول الله، فإن هم أجابوك لذلك فأخبرهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات في اليوم والليلة} الحديث.