أولها: أنهم يغلبون العبادة على العلم كالنصارى، فهم جهلة.
ثانيها: يأخذون بظاهر القرآن والسنة، ولا يأخذون بما خرج عن القرآن من السنة، أو ما كان زائداً من القرآن عن السنة.
ثالثها: أنهم يكفرون أصحاب الكبائر، ويخرجون أهل المعاصي من الإسلام، ويستحلون قتال أهل القبلة، ويقتلون المسلمين، هؤلاء هم الخوارج.
جلس عليه الصلاة والسلام يوزع الغنائم، فأعطى هذا مائة ناقة؛ لأنه يريد أن يتألفهم للإسلام، فيعطي مشايخ القبائل ورءوس الناس من مائة مائة؛ لأن هذا الرجل إذا أسلم كان فيه نصر للإسلام، فأتى خارجي من الخوارج، وبين عينيه كركبة البعير من كثرة السجود، قال: اعدل يا محمد! سبحان الله! هذه الكلمة تملأ الفم: {تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدّاً}[مريم:٩٠] قال صلى الله عليه وسلم: {خبتَ وخسرتَ -وفي لفظ- خبتَ وخسرتُ إن لم أعدل} أي: إن كنت أنا أظلم فقد خبت في الدنيا وخسرتَ، وحاشاه! فهو أعدل الناس.
فقام عمر رضي الله عنه وأرضاه، وقال:{يا رسول الله! دعني أضرب عنق هذا المنافق، قال عليه الصلاة والسلام: لا يا عمر! لئلا يتحدث الناس أن محمداً يقتل أصحابه} وفي لفظ: {لا يا عمر! إنه يخرج من ضئضئ هذا أناس تحقرون صلاتكم إلى صلاتهم، وصيامكم إلى صيامهم، وقراءتكم إلى قراءتهم، يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية} وفي لفظ لـ مسلم: {لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد}.
فأتوا وكان الموفق للانتصار عليهم هو علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه، حضر معركة النهروان، وخرجوا مع الأمة يصلون الليل، ويصومون النهار، ومنهم من يقرأ القرآن ويختمه في يومه وليلته لكن لا يفقهون، فناداهم علي إلى الطاعة، وإلى الدخول في خلافة الإسلام وفي الإمرة ولكنهم أبوا إلا الفقه الأعوج.
مروا برجل نصراني عنده نخل مزرعة، فأخذ رجل منهم رطبةً واحدة من رطبه، فقالوا له: آستأذنت النصراني؟ قال: لا والله.