من معالم دعوته عليه الصلاة والسلام ومنهجه التربوي في الدعوة: اللين والرحمة بالمدعو.
وهذا أمرٌ لو أدركناه؛ لقاد الله لنا القلوب؛ لأن الناس مفطورون على فطرة الله، مفطورون على الخير، أترى لبائع أشرطة الجنس؟ أترى للمغني؟ أترى للسكير؟ كلهم إذا أثرت فيهم لا إله إلا الله، وهم مسلمون، ثارث في قلوبهم، لكن من يثير لا إله إلا الله؟ إن إثارة لا إله إلا الله بالتجريح موتٌ لهذه الفطرة، تميتها أنت في قلبه، لكنك لو أتيت إلى نوازع الخير في قلبه، وذكرته وأخذته، وحاولت أن تدعوَه استنار بإذن الله عز وجل، وقام واستيقظ ووُفِّق، قال الله تعالى:{فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى * فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ}[آل عمران:١٥٨ - ١٥٩].
واللين هنا: أن تُكسِب الإنسانَ مكانتَه، لا يصح أن تهز عليه مكانته، وأن تجرح مشاعره، ثم تقول: أدعوك إلى الله، بعد ماذا؟ لا يصح أن تهينه أمام الجماهير، ثم تدعوه إلى الله، لا يصح أن تشهِّر به على المنابر، ثم تدعوه إلى الله، هذا ليس بصحيح.