المسألة الثامنة عشرة: هديه صلى الله عليه وسلم في الإفطار، وكيف كان يفطر صلى الله عليه وسلم.
في الصحيح عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {إذا أقبل الليل من هاهنا وأدبر النهار من هاهنا وغربت الشمس فقد أفطر الصائم} معنى أفطر: يعني حل فطره سواء أفطر أو لم يفطر، ولا يجوز له أن يواصل، أي: أنه سواء أكل أو لم يأكل فقد أفطر، هذا العلامة عندنا غروب الشمس إقبال الليل وإدبار النهار وغروب الشمس فعلى المسلم أن يعتبر بذلك.
لكن كيف كان يفطر صلى الله عليه وسلم؟ ورد من حديث سليمان بن عامر في السنن أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال:{ليفطر أحدكم على تمر، فإن لم يجد فعلى ماء فإنه له طهور} فالفطر على التمر من السنة فإن لم تجد تمراً فعلى ماء، وعند أبي داود وغيره عن أنس قال:{كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفطر على رطيبات، فإن لم يجد فعلى تميرات، فإن لم يجد حسا حسوات من ماء عليه الصلاة السلام} فالرطب أولى وأفضل، فإن لم تجد فتمراً، فإن لم تجد فماءً، ولا يأتي أحد فيقول: ما دام أن رسول الله صلى الله عليه وسلم فعل ذلك أو قال ذلك، فلو أفطر على شربة أو خبز؛ قال: بطل صيامك فاستغفر الله وتب إليه، لا هو الجائز لكن السنة في ذلك والأولى والأحسن والأخير والأقرب.
قال ابن القيم: في ذكر التمر سر من الأسرار، لأن الجائع أحسن ما يواجه بطنه أو يقابل بطنه الحالي؛ لأن الحالي أحسن لديه، فعليه أن يفطر على رطب أو تمر فإن لم يجد فماء، وورد عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول:{اللهم لك صمت وعلى رزقك أفطرت فتقبل مني إنك أنت السميع العليم} هذا الحديث رواه أبو داود وهو مرسل فيه ضعف.
ومرسل منه الصحابي سقط وقل غريب ما روى راو فقط
المرسل: الذي سقط منه الصحابي، مثلاً أبو هريرة سقط من السند وابن المسيب تابعي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، أين الصحابي الذي في أول السند سقط، هذا مرسل، فالمرسل: ما سقط منه الصحابي وهذا الحديث مرسل وبعضهم يحسنه بطرقه لكن الصحيح أنه ضعيف لهذه العلة.
وورد عنه صلى الله عليه وسلم في سنن أبي داود وفي غيرها أنه يقول:{ذهب الظماء وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله} إذا شرب صلى الله عليه وسلم وأفطر، وفي أثر بمجموعه يصل إلى درجة الحسن أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال:{للصائم دعوة ما ترد} وورد في حديث: {ثلاثة لا ترد دعواتهم منها الصائم قبل أن يفطر} فالله الله في الاجتهاد في الدعوات قبل الفطر، فإنها دعوة مستجابة إن شاء الله، ووقت استجابة فأكثر قبل أن تفطر من الدعاء خاصة إذا اقترب وقت الإفطار.