ومن مبادئهم: إقامة حاجز سميك بين عالم الروح والمادة، والقيم الروحية لديهم قيم سلبية، المادة شيء، والروح شيء، فعندهم فصل المسجد عن الكلية، والمعمل عن حلقة التدريس، والكتاب والسنة عن السوق والشارع والمصنع والمعمل؛ حتى يكون الإنسان إذا أراد أن يصلي يأتي يسبح وحده، فإذا خرج إلى المصنع فلا بأس أن يخرج ملحداً مرتزقاً.
يقول أبو الأعلى المودودي -جمعنا الله به في دار الكرامة- ذاك الأستاذ الخطير الذي سجن وعذب في سبيل الله:
نفسي فدتك أبا الأعلى وهل بقيت نفسي لأفديك من أهل ومن صحب
أما استحى السجن من شيخ ومفرقه نور لغير طلاب الحق لم يشب
يقول: إن الدين الذي أتى به محمد عليه الصلاة السلام يدخل مع الإنسان في المسجد والمعمل والسوق، إنه يلاحق الإنسان ما دام حياً، ويلاحقه ما دام ميتاً؛ حتى يدخله جنة عرضها السماوات والأرض، هذا هو دين محمد عليه الصلاة والسلام قال تعالى:{قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}[الأنعام:١٦٢].