للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[آداب النصيحة]

للنصيحة آداب.

إن الله عز وجل أخبرنا بآداب النصيحة، وما كل من نصح عرف كيف ينصح، ولا كل من دعا عرف كيف يدعو، ولا كل من أراد الخير وفق له، ورب كلمة منعت ألف كلمة، ورب خطوة أخرت عن ألف خطوة.

أرسل الله موسى وهارون عليهما السلام إلى فرعون، فقال لهما: {فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى} [طه:٤٤] قال أبو أيوب وعلي، كما نقل ذلك ابن كثير في تفسيره ونقل عن سفيان: القول اللين هو أن يكنياه بكنيته.

أي: إذا أتيتم إلى فرعون، فقفا في البلاط الملكي، وتكلما معه بكلمة حانية، لا تجرحا شعوره، الرجل عاش على الملك، الرجل طاغية، الرجل مجرم، فإن جرحتم مشاعره فلن يهتدي أبداً، قولا له قولاً ليناً، قال أهل العلم: كنياه بالكنية.

وكنيته: أبو مرة مرر الله وجهه بالنار وقد فعل، قال أبو أيوب: كنية فرعون أبو مرة.

فدخل موسى وكان يتلعثم في الكلام، وقال: يا أبا مرة! وهذه تفتح الصدر، وأنت مثل لنفسك أن رجلاً يدعوك، فيقول: يا أبا محمد! يا أبا عصام! يا أبا أنس! ينفتح صدرك، قال عمر: [[ثلاث تكتب لك الود في صدر أخيك: أن تدعوه بأحب الأسماء إليه، وأن توسع له في المجلس، وأن تبدأه بالسلام]] قال الشاعر اليمني:

أكنيه حين أناديه لأكرمه ولا ألقبه والسوءة اللقب

كذاك أُدبت حتى صار من خلقي أني وجدت ملاك الشيمة الأدب

أتجرحني لتنصحني؟

أتشتمني لتردني؟

أتفضحني لتهديني؟

أنا لن أطيعك ولن أوافقك؛ لأن مشاعر الإنسان لا تعيش إلا على الرضوان، والإنسان لا بد أن تشعره بمكانته وبفضله وبحسناته.

أما آداب النصيحة فكما يلي:

<<  <  ج:
ص:  >  >>