للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[دروس وفوائد من الحاضر والماضي]

العرب في حزيران:

حارب في حزيران نصراني ونصيري وناصري، فضاع منهم النصر لأن الأنصار غابوا عن المعركة فغاب شعار: {إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ} [محمد:٧] وشعار: {إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلا غَالِبَ لَكُمْ} [آل عمران:١٦٠].

ناصريون والجيوش سبايا وكبار الضباط فيهم إماء

وحدويون والبلاد شظايا كل جزء من لحمها أجزاء

ماركسيون والجماهير جوعى فلماذا لا يشبع الفقراء

صاحب المنهج يدرس الطلاب في الفصل وفي الفصل منافقون لم يعرفهم، فأنزل الله: {لا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ} [التوبة:١٠١] فلاحظ التصرفات والتلونات: {وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ} [محمد:٣٠] فلما انكشفوا سمع {هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ} [المنافقون:٤].

الأعمش المحدث الكبير الزاهد: أراد السلطان أن يشتري الأعمش المحدث الكبير برسالة فيها فتوى لتكون حبة الطائر، فإذا وقع في الشباك قيل له: نصيبك ما أخطاك، عرف الأعمش العلة؛ لأنه عالم بعلل الأسانيد وتدريس الرجال، فأعطى الرسالة شاة عنده فأكلت الرسالة، وحملها الخطأ؛ لأنها تأكل الرسائل.

فلا كتْب إلا المشرفيات عنده ولا خط إلا بالقنا والقنابل

{الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلا يَخْشَوْنَ أَحَداً إِلَّا اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيباً} [الأحزاب:٣٩].

العقيدة الإسلامية لا شرقية ولا غربية، يكاد زيت أصالتها يضيء ولو لم تمسسه نار الشوق، فكيف إذا اجتمع نور الفطرة ونور الاتباع؟!: {نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [النور:٣٥].

قال اليهود لموسى عليه السلام: {فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ} [المائدة:٢٤] وقال الصحابة للرسول عليه الصلاة والسلام: {لو استعرضت بنا البحر لخضناه معك ما تخلف منا رجل واحد} فتقطعوا أمامه، فكل بيت فيه قتيل.

سعد وسلمان والقعقاع قد عبروا إياك نعبد من سلسالها رشفوا

في كفك الشهم من حبل الهدى طرف على الصراط وفي أرواحنا طرف

فكن شهيداً على ما في القلوب فما تحوي الضمائر منا فوق ما نصف

{فَآتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الْآخِرَةِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [آل عمران:١٤٨].

<<  <  ج:
ص:  >  >>