للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[عدم أخذ العبر]

السبب السادس: عدم أخذ العبر من المثلات؛ فنحن نعيش ونحن شباب الآن، لكن نجد المثلات والعبر في من حولنا، في الشعوب، انظر الآن إلى الخارطة! وانظر إلى الشعوب حتى في الشرق الأوسط والأدنى! كم من المثلات، وكم من الحروب والنزلات؟

كم من الغارات! وكم من المشاكل! أمة بينما هي نائمة سليمة وفي الصباح تُجتاح بجيش جرار، دولة من الدول ينقسم أفرادها وطوائفها إلى جيوش مجيشة تُرمى منازلها وتنسف وتحرق، ويقتل أطفالها، غارات، ريح شديدة يسلطها الله عز وجل فتقتلع المدن، أليست هذه مثلات؟ {وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا مَا حَوْلَكُمْ مِنَ الْقُرَى وَصَرَّفْنَا الْآياتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} [الأحقاف:٢٧] ويقول سبحانه: {وَسَكَنْتُمْ فِي مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا لَكُمُ الْأَمْثَالَ} [إبراهيم:٤٥] ومن يعرف تاريخ الأمم والشعوب، يعرف كيف نكبهم الله نكبات، وأنزل بهم سُبحَانَهُ وَتَعَالَى مثلات، لأنهم غيروا منهجه، وما استفادوا من آياته البينات، لكن المشكلة في من لم يعتبر، وكثير من الناس الآن يعيش في الفتنة ولا يعتبر، وليس مستعداً لأن يعود إلى الله، ولا أن يغير ولو قلامة الظفر من حياته، هكذا رسخ على مبدئه الضال المنحرف.

<<  <  ج:
ص:  >  >>