أنا شاب أريد أن استفيد من شهر رمضان، فما هو البرنامج الذي تنصحونني به؟ وأيهما أفضل النوم في الليل أم السهر حتى وقت السحور؟
الجواب
أنت أعرف بقلبك وبما يقربك من الله عز وجل، لكن الذي أنصحك به أن تقلل من النوم، ولا بد من شيء من النوم في رمضان في النهار، كقيلولة أو قبل الظهر، لكن تقلل من النوم، ولا تفعل كما يفعل كثير من الناس الذين ينامون كثيراً من النهار وبعضهم ينام كل النهار ولا يقوم إلا للصلوات، فهذا ما كأنه صام، ولو أن صومه صحيح، لكن أسرار الصوم، ومقاصد الصيام ما وصلت إلى قلبه إلى الآن.
فأرى أنك إذا صليت مع المسلمين التراويح أن تذهب إلى بيتك فتنام، ثم تقوم وقت السحر، وتأخر السحور حتى ما يكون بينه وبين الفجر إلا شيء قليل، فتقوم فتذكر الله، وتصلي ما كتب الله لك وتتسحر، ثم تصلي مع الجماعة في المسجد، ثم تعود، فتذكر الله عز وجل حتى طلوع الشمس في بيتك أو في المسجد، ثم يكون لك ورد من القرآن ومن الضحى وتكثر منه وإذا لم يكن هناك دراسة منهجية، وإن كان هناك دراسة فتذهب إليها، فإذا عدت فلا بأس بالراحة، إما قبل الظهر وإما بعد الظهر.
فإذا استيقظت من صلاة العصر فصلها ثم خذ هذا الوقت من العصر إلى الغروب، وقسمه بين تلاوة القرآن بتدبر، وبين ذكر، ودعاء، ومناجاة لله؛ لأنها فرصة لا تتكرر، وللصائم دعوة لا ترد، وهذا قبل إفطاره، فاغتنم الدعاء في مثل هذا الوقت، فإذا أفطرت وصليت المغرب، بقيت مع أهلك في إفطارك، وأنت تحمد الله عز وجل على هذه النعم، ثم تعود إلى برنامجك الأول.
والمقصود أن تمضي أكثر الساعات في العبادة والذكر وتلاوة القرآن، وأن تجعل للنوم أوقاتاً محددة، وحبذا أن يكون غالبها في الليل لا في النهار.
وأما قولك: هل تسهر من صلاة التراويح إلى السحر، فإن كان فيه منفعة كأن تصلي أو تقرأ القرآن أو ما أتى لك وقت في النهار، فلا بأس في ذلك، وإلا فالأفيد لك والأنفع أن تنام، وأن تأخذ مكانه من وقت النهار.