للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[تصحيح لا إله إلا الله]

ولا يزال بعض الناس يصلي، ويصوم ويحج، ويعتمر، ولكنه مشرك حقيقة، كيف يكون مشركاً؟ يتعلق قلبه بغير الله في النفع والضر، والعافية والشفاء من المرض، وغيرها من الأسباب، يقول عليه الصلاة والسلام كما صح عنه: {من أتى عرافاً أو كاهناً فصدقه، فقد كفر بما أنزل على محمد} ويقول عليه الصلاة والسلام: {من أتى عرافاً، أو كاهناً، لم تقبل له صلاة أربعين يوماً} ليبقى الشافي الله، والمعافي الواحد الأحد، والنافع الله، والضار الله.

قل للطبيب تخطفته يد الردى من يا طبيب بطبه أرداكا

قل للمريض نجا وعوفي بعدما عجزت فنون الطب من عافاكا

وقل للنحل يا طير البوادي ما الذي بالشهد قد حلاكا

فسبحان الله! آياته في الكون، في الزهر، في الماء، في السماء، في الهواء، في الإنسان، في كل شيء، هذه من أسرار التوحيد، لكن المشركين قالوا: لا.

{أَجَعَلَ الآلِهَةَ إِلَهاً وَاحِداً إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ} [ص:٥] كيف يجمع سبعة آلهة في إله واحد؟!

أين تذهب اللات والعزى؟!

وأين تذهب مناة؟!

قال سُبحَانَهُ وَتَعَالَى: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ} [محمد:١٩].

جاء حصين بن عبيد، جاهلي مشرك، قبل أن يسلم، فقال له عليه الصلاة والسلام، والحديث عند أبي داود في السنن: {كم تعبد يا حصين؟! قال: أعبد سبعة، قال: أين هم؟! قال: ستة في الأرض، وواحد في السماء.

هم يشهدون أن الذي خلق السماوات والأرض الله، والذي أجرى الهواء الله، والذي سير الماء الله، لكن يقولون: لا بد من الآلهة، هذا الإله يستشفون به، وهذا لقضاء الحاجات، وهذا للأسفار وهكذا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: {من لرغبك ولرهبك قال: الذي في السماء، قال: فاترك التي في الأرض، واعبد الذي في السماء، قال: أشهد أن لا إله إلا الله، وأنك رسول الله}

هذا هو التوحيد، والتوحيد معناه: أن تعيش به في حياتك مراقبة لله، لأن بعض المرجئة يقولون: يكفي أن تقول: لا إله إلا الله، انظر بوش، وريجان، وبيجن، وأعداء الله، يقولون: لا إله إلا الله، لكنها على اللسان كذباً وزوراً، بعض الناس يقول: لا إله إلا الله، ولكن لا يعرف المسجد، والقرآن، ولا يغضب لدين الله، ولا يحب أولياء الله، ولا يتبع رسول الله عليه الصلاة والسلام، يقول: لا إله إلا الله، لكن ليله سهرة حمراء، وقرآنه الأغنية، وأتباعه الشياطين والمردة والفسقة، وعداؤه متأصل لأولياء الله وأحباب الله، يقول: لا إله إلا الله، ولكن لا يعرف من سيرته عليه الصلاة والسلام شيئاً، لا قليلاً ولا كثيراً، يقول: لا إله إلا الله، وهو معجب بأعداء الله، وبالمناوئين لشرع الله.

يا مدَّعٍ حب طه لا تخالفه فالخلف يحرم في دنيا المحبينا

أراك تأخذ شيئاً من شريعته وتترك البعض تدويناً وتهويناً

خذها جميعاً تجد فوزاً تفوز به أو فاطرحها وخذ رجس الشياطينا

نقول: لا إله إلا الله، لكن لو صدقنا في لا إله إلا الله ما تخلفنا عن الصلوات الخمس جماعة، لأن مفهوم لا إله إلا الله: أن تقوم إلى الصلاة يوم تسمع: الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر، ولو صدقنا في لا إله إلا الله ما تعاملنا بالربا، ولا لبسنا من الربا ولا شربنا، ولو صدقنا في لا إله إلا الله، ما جعلنا مجالسنا للأغنيات الماجنات، وللفسق والانحراف عن منهج الله.

إذن نحتاج إلى تصحيح لا إله إلا الله، ويوم نصدق في لا إله إلا الله لا نخاف إلا من الله.

<<  <  ج:
ص:  >  >>