للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[ربط الله على قلوب الفتية]

{وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ} [الكهف:١٤] لا خوف على من ربط الله على قلبه، فارقوا الأولاد والإخوة والزوجات والأصدقاء والفرش الوفيرة واللحاف الدافئة، والطعام والشراب، لكن إذا ربط الله على القلب، فقد ربط.

يا حافظ الآمال أنتت حميتني ورعيتني

وعدا الظلوم علي كي يجتاحني فمنعتني

فانقاد لي متخشعاً لما رآك نصرتني

فالزم يديك بحبل الله معتصماً فإنه الركن إن خانتك أركان

فربط الله على قلوبهم: {وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَهاً لَقَدْ قُلْنَا إِذاً شَطَطاً} [الكهف:١٤].

ثم التفتوا وهم في الغار يديرون حواراً وندوةً عن التوحيد: {هَؤُلاءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لَوْلا يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً} [الكهف:١٥] إنه لا أظلم ممن اتخذ من دون الله إله يعبده.

فلما انتهى حوارهم ألقى الله عليهم النوم: {وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَهاً لَقَدْ قُلْنَا إِذاً شَطَطاً * هَؤُلاءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لَوْلا يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً} [الكهف:١٤ - ١٥] وضرب الله على آذانهم النوم؛ فناموا.

<<  <  ج:
ص:  >  >>