القضية الثامنة: أنه لا معصوم إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن جعل بعض الدعاة وبعض العلماء وبعض المنظرين معصومين فقد أخطأ سواء السبيل:{لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ}[الأحزاب:٢١] فالعصمة له صلى الله عليه وسلم.
فائدة: لا يصح أن تقول: العصمة لله.
لأن المعصوم لابد له من عاصم، والله لا عاصم له، لكن لك أن تقول: إن الكمال له سُبحَانَهُ وَتَعَالَى والصفات الحسنى والقدرة والجلال والجمال، أما العصمة لله فخطأ.
فالعصمة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقضية أن يحسن محسن فنتولى كل ما قال، ونأخذ كل ما قال، ونعمل على كل ما قال، فهذا خطأ.
فقضية العصمة لا تكون إلا للرسول عليه الصلاة والسلام، وهو الذي يتحاكم إلى شرعته مع القرآن عليه الصلاة والسلام، وأما هؤلاء فيترحم عليهم، ويعلم أنهم أجادوا وأنهم أحسنوا:
أقلوا عليهم لا أباً لأبيكم من اللوم أو سُدوا المكان الذي سَدوا
نأتي إلى إنسان خدم الإسلام، وقدم دمه في رفع لا إلا الله، ونحن جالسون على الكراسي والكنبات نشرب الشاي البارد، ونقول: أخطأ في مسألة!! فعليه من الله ما يستحقه، سبحان الله، أله حسنات كالجبال؟ وذبح في سبيل لا إله إلا الله وتأتي بمسألة ركبتها عليه ثم كفرته بها! ينبغي علينا أن نكون شهداء بالقسط، كما وصفنا الله عز وجل بذلك {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً}[البقرة:١٤٣].