كان ابن عمر - فيما أُثِر عنه ونَقَل عنه ذلك بعض المفسرين - أنه إذا قرأ قوله تعالى:{وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ كَمَا فُعِلَ بِأَشْيَاعِهِمْ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا فِي شَكٍّ مُرِيبٍ}[سبأ:٥٤] يبكي ويقول: [[اللهم لا تحل بيني وبين ما أشتهي، قالوا: ماذا تشتهي يا أبا عبد الرحمن؟ قال: أشتهي أن أقول: لا إله إلا الله في قبري أخاف أن يُحال بيني وبينها]] هل سمعتم بمقبور يقول: لا إله إلا الله؟ هل سمعتم بميت يصلي في قبره؟ وهل سمعتم بمدفون يصوم في قبره؟ {وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ كَمَا فُعِلَ بِأَشْيَاعِهِمْ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا فِي شَكٍّ مُرِيبٍ}[سبأ:٥٤] ولذلك ذُكر في ترجمة علي رضي الله عنه أنه مر بمقابر الكوفة فقال: [[السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أنتم سلفنا ونحن الأثر، أما ظهور مقابركم فجميلة، لكن يا ليت شعري ما في بواطنها! ما هي أخباركم؟ أما أخبارنا فالبيوت سُكِنَت، والزوجات تزوَّجت، والأموال قُسِّمت، هذه أخبارنا، فما أخباركم؟ ثم بكى، وقال: سكتوا ولو نطقوا لقالوا: وتزودوا فإن خير الزاد التقوى]].