للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[العاشر: إصلاح المناهج الدراسية]

إصلاح المناهج الدراسية، ألا يربى الجيل فقط على الأمور العلمية، أو الثقافية المجردة بدون رابطة من العقيدة، نعم نعرف أن الطلاب يعرفون خَبَزَ، وصاغَ، وخاطَ وزرعَ وأكلَ وشربَ، لكن على الأمة أن تربى من أول يوم على قل هو الله أحد.

وهناك في الصف الثاني الابتدائي قصة طه والطبلة، كان لـ طة طبلة يضرب عليها نحن نريد: {طه * مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى * إِلَّا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشَى} [طه:١ - ٣].

وإلا فالنصوص كثيرة، والمقطوعات كثيرة، نحن نريد أن يربى الشباب على سير السلف الصالح، وحديث المصطفى عليه الصلاة والسلام، وسير أئمتنا وعظمائنا، حتى يخرج الطالب من الابتدائية وهو يحمل روح الجهاد ويتمنى الجهاد في سبيل الله.

نود إصلاح المناهج الدراسية بحيث تستمد فطرتها من الكتاب والسنة، وقد أكثرت الأمة في جوانب ليست بحاجة إليها، مثل مناهج الجغرافيا فإنك تجد التفصيل في مدن وصادرات وواردات وتضاريس ومناخات، تجده مثلاً يتحدث عن أسبانيا، وتبقى في ست عشرة صفحة، وهو يكلمك عن هذا البلد، وهذا مفيد، لكنه على حساب ما هو أهم منه! يكلمك عن العاصمة والصادرات والواردات، والإعلانات، ودرجات الحرارة، والصيدليات المناوبة، فإذا أثقل الطالب بهذه المعلومات على حساب قال الله وقال رسوله عليه الصلاة والسلام، والتفسير، والحديث، والفقه؛ أصبح الطالب غير مستطيع أن يجمع بين الأمرين، يقول ابن تيمية:

إن اللبيب إذا شكى من جسمه مرضين مختلفين داوى الأخطرا

إنسان مصاب بسرطان وزكام، فأتوا به إلى المستشفى، فقال الأطباء قبل أن يعالج من السرطان لا بد أن نعالجه من الزكام، فأيهما أفضل يحيا مزكوماً أو يموت مشافى من الزكام! مرض السرطان هو الأخطر فيعالج منه، كذلك مرض انهيار المعتقد أو عدم الصلة بالله عز وجل يقدم أولاً.

<<  <  ج:
ص:  >  >>