[فاروق الإسلام وفاروق مصر]
وتستمر أعطيات هذا الإمام، ويكتب محمد إقبال قصيدة لـ فاروق مصر , كان في مصر رجلٌ اسمه فاروق لكنه نكرة محذوف منه (ال) وعمر معرفة دخلت عليه (ال) فزادته تعريفاً.
فاروق مصر كان عنده ناي وطبل، وفاروق الإسلام عمر كان عنده قرآن وذكر.
فاروق مصر كان عميلاً مرتزقاً، وفاروق الإسلام كان متحرراً زعيماً فاتحاً.
فاروق مصر كان يجيد اللعب مع الحمام والبلوت والكيرم، وفاروق الإسلام كان يجيد ضرب رءوس أعداء الله وفتح المدن والقلاع بلا إله إلا الله.
فاروق مصر كان يجبي الجبايات, ويأخذ الرشا, ويسحب الأموال، وفاورق الإسلام كان يدفع من دموعه، ويجوع قبل أن يجوع الناس، ويظمأ قبل أن يظمأ الناس.
فمر محمد إقبال بـ قناة السويس وتوقف هناك، يريد أوروبا كان يدرس الفلسفة في بون في ألمانيا، ودرَّس الفلسفة هناك، وله قصيدة اسمها (بحثت عنك يا رسول الله في ألمانيا) يقول:
أين أنت يا رسول الله؟ أنت سكنت بون، وهو صلى الله عليه وسلم لم يسكن هناك، ويدري إقبال، لكن يقول: وجدت في ألمانيا الطائرات، والشاحنات، والقاطرات، والسيارات ولكني ما وجدت من أنزلت عليه الآيات البينات محمد صلى الله عليه وسلم.
فمر وتوقف في قناة السويس، وأرسل رسالة إلى فاروق مصر يقول: إنك لن تكون كـ الفاروق عمر حتى تحمل درة كدرة عمر.
يقول: لا تظن أن الأسماء تخدعنا، لا تضحك على عقولنا، سميت نفسك فاروقاً لتتسمى بـ عمر , إن كنت صادقاً فخذ درة واحكم بالعدل واحكم بالشريعة، وانزل إلى الميدان وانظر إلى الأمة، أما أن تلعب على الأجيال وتضحك علينا بالتسمية، فهذه لعبة قد ذقناها وجربناها.
ووصلت الرسالة إلى هناك، وبعدها كتب محمد إقبال فيها قصيدة.