للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[الاستفادة من المصيبة في إصلاح الأحوال]

دريد بن الصمة أوصى قومه فقال لهم: أرى ألا تتوقفوا هنا لقسمة الغنائم، فإن العدو مقبل، قالوا: لا يوجد عدو، وأصروا على الاقتسام هناك، فداهمهم العدو واجتاحهم، وقَتل منهم من قَتل، فيقول دريد:

أمرتهم أمري بمنعرج اللوى فلم يستبينوا النصح إلا ضحى الغدِ

فقلتُ لهم ظنوا بجيش مدجج سراتهم في الفارسي المسرَّدِ

قال: سوف يصبحكم جيشاً عرمرماً، يلبس الفارس والقائد منهم البازوك والكلاش نكوف وغيرها -من سلاح زمانهم- لكن ما أطاعوه، قالوا: أنت مهلوس، وفي الصباح اجتاحهم، قال:

وهل أنا إلا من غزية إن غوت غويت وإن ترشد غزيةُ أرشدِ

وهذا منطقٌ جاهلي: لا.

أنا لست من الضالين، وأنت لا تقل في الدنيا: نفسي نفسي، أنت مسئول أن تصلح وأن تدعو، وتوجه وتأمر وتنهى، ثم تتبرأ من أعداء الله، أما أن تكون مع الأمة ومع الرأي العام ومع الجماهير فهذا ليس مبدأً إسلامياً، بل هو خطأ.

<<  <  ج:
ص:  >  >>