للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[تفريق وحدة المسلمين]

قال سماحته: ثانياً: أنه تفريق لوحدة المسلمين، وتمزيق لصفهم.

ونحن -أيها الإخوة- عالمنا، ومسئولنا، وداعيتنا، وطالب العلم فينا، وجندينا، وتاجرنا، وفلاحنا، كلنا أسرة واحدة وجمعية كبرى في العالم الإسلامي، نحمل لافتة لا إله إلا الله محمد رسول الله، نستقبل القبلة كل يوم خمس مرات، نقدم دماءنا رخيصة ليرتفع هذا الدين.

فقضية تفريق الأمة، وتشتيت كيانها، وإحداث الفرقة من فعل أهل البدع أعاذنا الله وإياكم منهم!

قال سماحته: وهم أحوج ما يكونون إلى الوحدة، والبعد عن الشتات والفرقة، وكثرة القيل والقال فيما بينهم.

وقد قال عليه الصلاة والسلام: {من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه} وقال له أحد الصحابة فيما يرويه مسلم في الصحيح: {يا رسول الله! قل لي في الإسلام قولاً لا أسأل عنه أحداً غيرك، قال: قل آمنت بالله ثم استقم.

قال: ماذا تخشى عليّ؟ قال: كف عليك هذا، وأخذ بلسانه عليه الصلاة والسلام} وقال عليه الصلاة والسلام لـ عقبة بن عامر لما سأله: {ما النجاة؟ قال: كف عليك لسانك، وليسعك بيتك، وابك على خطيئتك}.

قال سماحته: خاصة وأن الدعاة الذين نيل منهم هم من أهل السنة والجماعة.

سبحان الله! أترون أمامكم رافضة أو خوارج؟ أو نحمل معتقداً غير معتقد أهل السنة والجماعة؟ أما يدرس الدعاة صباح مساء العقيدة الطحاوية؟ أما درسوا كتاب التوحيد؟ أما يعلمون الجيل كتب شيخ الإسلام ابن تيمية وشيخ الإسلام ابن القيم وشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب؟ من أين تأتينا الأفكار الدخيلة، ونحن بحمد الله ندرس صباح مساء عقيدة أهل السنة والجماعة؟!

فلماذا هتك الأعراض؟ ولماذا التنديد والتشهير؟

حتى إن المفاجئة الكبرى -يا عباد الله- أن بعض الناس لا يعرف مبادئ الدين أو الأولويات من الدين، وينال من الدعاة ويصفهم بالجهل وعدم معرفة السنة!

قال: وهؤلاء الدعاة هم من أهل السنة والجماعة.

وأهل السنة والجماعة -والحمد الله- خطهم مرسوم، ومنهجهم معلوم واضحٌ، تركهم عليه الصلاة والسلام على المحجة البيضاء، فما استوردوا أفكارهم من باريس وموسكو، وما دخلوا في صفه العملاء والمغرضين والمنافقين، وإنما هو الوضوح والمبادئ التي تعلن على المنبر في كل جمعة.

قال سماحته: وهم من المعروفين بمحاربة البدع والخرافات والوقوف في وجه الدعاة إليها، وكشف خططهم وألاعيبهم.

إذا اختفى الدعاة من الساحة من يحل محلهم؟ دعاة العلمنة والإلحاد والشهوات؟! {وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلاً عَظِيماً} [النساء:٢٧] والسحرة والكهنة والمشعوذون والمروجون للجريمة.

يوم يختفي الدعاة وينسحبون أو تبطل عدالتهم أو لا يوثق في دعوتهم، حينها يحل كل عميل محلهم، ثم تذهب البلاد الإسلامية شذر مذر.

<<  <  ج:
ص:  >  >>