دُمرت الدنيا خمس مرات من أجل لا إله إلا الله، ومن أجل هذا الكيان، هذا دين أُقِيْمَ على الاحترام، دين هو صلة الله من السماء إلى الأرض، الملائكة كلها تحترم قداسة المؤمن، والرسول صلى الله عليه وسلم ينظر إلى الكعبة ويقول:{ما أعظمك! ما أجلك! ما أقدسك! والذي نفسي بيده لَلمؤمن أقدس منك وأعظم عند الله.
وفي لفظ: أشد حرمة منك} كل شيء إلا الإسلام والسنة، أو ما يطبق من السنة فالاستهزاء بها كفر.
وبعض الناس تجده مستقيماً لكنه يبغض العلماء، لقلة عمله، ولجهلٍِ أو لشبهةٍ وردت في نفسه، فزرعت في قلبه النفاق، والخوارج فيهم شُعَبٌ كثيرة من النفاق، وتجدهم في سَمْت، وقيام ليل وبكاء، لكن ما أعفاهم ذلك، ولذلك قتل علياً رضي الله عنه ابن ملجم وهو منهم.
فأما هذا فنقول: لا وألف لا، أما التهجم على العلماء وعلى طلبة العلم فأسألك بالله الذي لا إله إلا هو أن تنقذ نفسك من النار؛ فإن معناه الغضب والنفاق والكفر الذي ما بعده كفر.
هذا وأدعو إخواني من هؤلاء الشباب الذين عاشوا الصحوة أن يأتوا إلى العلم، وأن يجعلوا العلم وِردهم، والطريق الموصل إلى العلم، اللباب المقشر وهو أعظم طريق، عالم واحد كما في السنن عن ابن عباس مرفوعاً والموقوف أصح:{أشد على الشيطان من ألف عابد}.
العابد يوسوس عليه الشيطان، العابد قد تتلعثم عليه المسائل، وقد تأتيه واردات وخطرات، العابد لا يدري بالحلال والحرام والشبهات، وقد يقدم رجلاً ويؤخر أخرى، وقد قدم في موضع التأخير وأخر في موضع التقديم، أما العالم فعلى بصيرة، وكلما فتحت صفحة من كتب العلم كلما فتح الله لك باباً، كلما قرأت حديثاً كلما آتاك الله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى نوراً وهاجاً.