يتميز إبراهيم عليه السلام في القرآن عن الأنبياء بثلاث ميز:
الأولى: أن الله ذكر بعض صفاته كثيراً أكثر من غيره من الأنبياء.
الثانية: أنه عرض دعوته بالآيات والتفكر في مخلوقات الله أكثر من غيره.
الثالثة: أنه واجه صعوبات مع أبيه ومع بيته قبل أن يذهب إلى الناس ولذلك يذكره الله عز وجل كثيراً، يقول الله عز وجل عنه:{إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ}[هود:٧٥] أواه: أي: كثير التأوه من الذنوب، وقيل: كثير الاستغفار، وقيل: كثير التوبة حليم: أي: أنه شفيق رحيم فإن الله تعالى ذكر هذه الآية بعد قصة ذهاب الملائكة إلى قوم لوط ليدمروهم، فأشفق عليهم إبراهيم عليه السلام، وأخذ يجادل فيهم القوم مهلكون، وإبراهيم عليه السلام قام وترك الغداء معهم وقام يجادلهم في قوم بلغوا من إجرامهم كل مبلغ، فهذه علامة الحلم.
وقد ذكره الله في الشجاعة فقال:{فَرَاغَ عَلَيْهِمْ ضَرْباً بِالْيَمِينِ}[الصافات:٩٣].
وذلك عندما ذهبوا إلى عيدهم، فأتى بفأس فمال على الأصنام فضربها حتى كسرها، وكانت من زبرجد ومن زجاج ومن ذهب وفضة، وأخذ الفأس فعلقه على الكبير الأبله، فأتوا إليه، ومن حقارتهم أنهم يهونون من شأن مخالفيهم:{قَالُوا سَمِعْنَا فَتىً يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ}[الأنبياء:٦٠].
لأن أهل الضلال الآن إذا سمعوا بأهل الإصلاح وأهل الخير قالوا: هناك أناس يدعون أنهم سوف يدعون إلى الله عز وجل وينشرون العلم، والصهيونية العالمية تفعل هذا مع الدول الإسلامية، وتهون من شأنها، وأما نحن إذا أخبرنا عنهم فنقول: الإرهابيون، القتلة، حتى نخوف نساءنا وأطفالنا منهم، فنتصورهم في المنام، وهم يهونون من شأننا.
وإبراهيم عليه السلام له روغتان: روغة شجاعة، وروغة كرم قال تعالى:{فَرَاغَ إِلَى أَهْلِهِ فَجَاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ}[الذاريات:٢٦] أي: من روغته وسرعته أتى بعجل.
إذاً: من صفاته: الكرم والشجاعة والحلم وهذه ميزة القيادي، وقد كانت موجودة في أبي بكر، فقد قال عليه الصلاة والسلام كما في صحيح البخاري:{يا أبا بكر! إن فيك شبه من إبراهيم عليه السلام} أو نحواً من هذا.