[الوقفة التاسعة: فوائد الذكر]
عدّ بعض العلماء فوائد الذكر فأوصلوها إلى ما تقارب المائة فائدة:
منها: أنه يطرد الشيطان، ويرضي الرحمن، ويؤنس الجليس، ويعظم الأجر، ويزيل الخطايا والذنوب، ويوجد بهاءً في الوجه، ويشرح الصدر، ويوجد أنساً بين العبد وبين الله، ويكفر الخطايا ويتحف الجليس، ويحفظ العمر.
ومنها: أنه يقود إلى أشرف الطاعات.
ومنها: أنه يمنع من السيئات والخطايا كالغيبة والنميمة.
ومنها: أنه يرد القلب إلى مولاه؛ فيراجع حسابه مع الله، ويتوب ويندم.
ومنها: أنه يكافئ كثيراً من الأعمال الصالحة بل يزيد عليها.
ومنها: أن الملائكة تذكر الذاكر.
ومنها وهو أعظمها: أن الله يذكر من ذكره، لقوله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى: {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ} [البقرة:١٥٢].
ومنها: أن الذاكر لا يزال في رعاية من الله وفي معية خاصة.
ومنها: أن الذاكر لا يأتيه وساوس ولا واردات ولا هواجس.
ومنها: أنه ينفي القلق والهم والغم والحزن وتكدير الحياة والعيش.
ومنها: أنه يمد في العمر، ويزيد فيه، ويبارك في ساعاته.
ومنها: أنه يثلج صدر المؤمن.
ومنها: أنه قوة على أعمال أخرى، فيفتح للمؤمن أعمالاً أخرى من الذكر إلى غيرها من الفوائد.
يقول ابن القيم: ومن أعظمها أنه ينفي النفاق عنك.
فالمنافق لا يذكر الله، والله عز وجل ذكر المنافقين، فقال: {وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاؤُونَ النَّاسَ وَلا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلاً} [النساء:١٤٢] ولا يداوم على ذكر الله منافق، فلا تجد المنافق يذكر الله في السوق، أو السيارة أو الطائرة أو المجلس، لا يفعل ذلك إلا مؤمن، وأنت جرب بنفسك، إذا أردت أن ترى هل أنت مؤمن أو منافق فاسأل نفسك، هل أذكر الله دائماً وأبداً؟ هل أذكر الله وأنا مع الناس، في الجلوس والخروج في السوق، والطائرة والسيارة، إن كنت تفعل ذلك فأبشر ثم أبشر بالإيمان.
فإن أعظم علامة للمؤمنين أنهم يذكرون الله كثيراً، حتى في القتال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [الأنفال:٤٥].