أما الموقف الأول من (من أخبار السلف) فمع الرسول عليه الصلاة والسلام.
أرسل الرسول صلى الله عليه وسلم -والحديث عند البخاري - عمر يجمع الصدقات، وهو في تلك الفترة وبعد تلك الفترة تلميذ لمحمد عليه الصلاة والسلام.
قال عباس محمود العقاد في كلمة استحسنها، ولو أنا نلومه كثيراً على بعض التقريرات، لما قيل له ما الفرق بين أبي بكر وبين عمر؟ قال: الفرق بين أبي بكر وعمر أن أبا بكر عرف محمداً النبي، أما عمر فعرف النبي محمداً، وهذا صحيح، ومعنى ذلك: أن أبا بكر عرف الرسول صلى الله عليه وسلم وهو محمد بلا نبوة قبل الإسلام، وقبل الرسالة في الجاهلية، صاحبه كالعينين، وأما عمر فعرف النبي محمداً بعد النبوة هذا الفرق.
أرسل عليه الصلاة والسلام عمر وقال له: اذهب اجمع الصدقات -والصدقات هي الزكاة، يجمعها من المسلمين- فأخذ عمر رضي الله عنه وأرضاه جهازه، وامتثل الأمر، وطاف على المسلمين ليجمع الصدقات من أصحاب القصور والدور ليوزعها للفقراء وللمساكين وللمحتاجين.