والشيخ واسع المعرفة يحب الحوار الهادئ، ولا يغضب من الجدل الحق، ويرحب بالأفكار المدعومة بالدليل، ويتراجع عن قوله إذا كان على خلاف الدليل، ويرحب بالأقوال، ولا يتعمد تخطئة الناس، بل يرى أن الخلاف في المسائل كما يرى شيخ الإسلام/ ابن تيمية على قسمين:
١) خلاف التضاد.
٢) خلاف التنوع.
فأما خلاف التنوع فالمسألة فيها سعة؛ لأن كلاهما على حق، وقد اختلف الأئمة، والشيخ يعول كثيراً على الدليل من الكتاب والسنة، وقد عرضت للشيخ مسألة دوران الأرض حول الشمس، يقول المترجم: وسئل الشيخ عن رأيه في دوران الأرض، وأصر على أن الأرض لا تدور، ورُد على الشيخ بقوله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى:{وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ) [يس:٤٠] فقال الشيخ: إن الأرض في كلا الموضعين من كتاب الله مذكورة على بعد من السبح، أي: أنها لا تسبح مع الأفلاك ولا أدري هل رجع الشيخ عن رأيه هذا أم لا، وليس معنى ذلك أن الشيخ معصوم، وهذه قضية أسديها للشباب وطلبة العلم، وهو أمر تعلمونه وهو أن العالم لا يشترط فيه أن يكون معصوماً، فقد يفتي فتوى تكون خطأً، وقد يهم في مسألة، وقد يسهو والله يغفر له.
وفي الصحيح: {إذا اجتهد الحاكم فأصاب فله أجران، وإذا اجتهد فأخطأ فله أجر واحد} وقد عذر ابن تيمية الأئمة في كتابه الجليل" رفع الملام عن الأئمة الأعلام " وذكر أسباب اختلافهم، وبين أنهم معذورون في اختلافهم، ومنهم وعلى طريقتهم سماحة الشيخ/ عبد العزيز بن باز.
وله أقوال يوافق فيها شيخ الإسلام ابن تيمية في مسائل الطلاق، مثل: طلاق الثلاث بلفظ واحد أنها لا تقع إلا واحدة، والطلاق إذا قصد به اليمين والمنع والخطر بقصد اليمين، ففيه كفارة اليمين، وهذه مسائل يسندها الدليل وهي الراجحة، وعليها فتوى ابن تيمية وابن القيم وابن عبد البر وأمثالهم من أهل العلم.