هل الرجل الذي استضاف موسى هو شعيب أم لا؛ لأن بعض الناس يقولون: إنه شعيب، والقرآن لم يذكر ذلك، ولم يذكر اسم شعيب؟
الجواب
كما ذكرت أن القرآن لم يذكر ذلك، ولم يرد حديث صحيح أو حسن ينص على أنه شعيب عليه السلام، لكن بعض المفسرين والنقلة قالوا: هو شعيب؛ وهذا لا يتوقف عليه كثير علم، ولا كثير فائدة، ولو كان فيه مصلحة لذكره القرآن، ولكن فيما يعلم أنه لم يصح فيه حديث، ولا أثر صحيح أو مرفوع إلى المعصوم عليه الصلاة والسلام الذي لا ينطق عن الهوى، فنتوقف نحن، ونقول: هو رجل صالح كما ذكره سُبحَانَهُ وَتَعَالَى، ولا ندري باسمه، وأما الآثار هذه فنرويها، لكن لا نجزم بصحتها، وهذه الأمور التي يقام عليها خلاف، وليس عليها أثارة من علم، ولا تنسب إلى دليل من الرسول صلى الله عليه وسلم؛ ليس فيها فائدة، والقرآن إذا لم يشر إلى شيء، فلماذا نتعب أنفسنا؟ مثل: كلب أهل الكهف، لم يخبرنا الله عز وجل بلونه، إنما قال:{وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ}[الكهف:١٨].
أتى بعض الناس، وقالوا: لونه مبرقع يميل إلى الصفرة، وبعضهم قالوا: مبرقش يميل إلى البياض، وقال آخرون: أحمر فيه سواد.
وماذا ينفعنا أن يكون أحمراً، أو مبرقشاً، أو أصفراً، أو موديل أربعة وثمانين أو خمسة وثمانين؟! هذا لا ينفعنا شيئاً، ولذلك أدبنا الله عز وجل فقال عن الجدل العقيم الذي لا يستفاد منه:{فَلا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاءً ظَاهِراً وَلا تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَداً}[الكهف:٢٢].
يقول: لا تخض في شيء لا يبنى عليه فائدة، مثل ما يدار في بعض المجالس، فهو من أوله إلى آخره إشغال للناس، وإرباك لهم، وأخذ أوقات الناس هل الأرض تدور حول الشمس، أو الشمس تدور حول الأرض؟ وهل يسألنا الله يوم القيامة هل الأرض تدور حول الشمس أو الأرض تدور حول الشمس؟ وهل يسألنا منكر ونكير؟ وهل في صحيح البخاري وصحيح مسلم هذا؟ هذا من ترف المسائل.
وتجد بعض الناس لا يعرف الوضوء، ولا الغسل من الجنابة، ويسأل عن أطفال المشركين هل هم في الجنة أو في النار؟ ويسأل عن عدد الأنبياء والرسل هل هم أربعمائة ألف، أو ألف وثلاثة عشر، أو ألف وثلاثمائة، أنا محتار، وما أزال أفكر، وما أتاني النوم من صلاة الفجر بسبب البحث عن عدد الأنبياء! وهذا لا ينبني عليه كبير علم، ولا كبير فائدة.