للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[من الآثار: شماتة الأعداء بالمسلمين]

من هذه المآسي: شماتة الأعداء بنا، أي: أصبح الشرق والغرب يشمت بالمسلمين وبوضعهم وتفرقهم، وتشتت كلمتهم، وأصبح يضحك عليهم، وأصبحنا بدل أن كنا نسير الرأي العام أصبح الرأي العام يسيرنا.

كم صرفتنا يد كنا نصرفها وبات يملكنا شعب ملكناه

كان تاريخنا الأول، الذي تكلم في العالم وهو الذي يسيطر على مجريات العالم ويوجهه، مشايخ الإسلام وأمته، في عهد الخلفاء الراشدين والأمويين والعباسين، لكن أضمر لنا هذا الحادث، أن الأعداء يشمتون بنا، وأصبحنا شذر مذر، وفرقاً مشتتين موزعين، ليس لنا كلمة ولا رأي ولا وزن ولا ثقل.

الآن الدول الخمس دائمة العضوية في هيئة الأمم، كلها كافرة، والعالم الإسلامي مليار ليس لهم عضو دائم ولا يملكون حق الفيتو -النقض- وأمريكا والاتحاد السوفيتي و C= ٣٠٠٠٠١٢>> فرنسا وبريطانيا والصين، هذه الدول الخمس دائمة العضوية، أما الدول الإسلامية فأعضاء، كما قيل:

ويقضى الأمر حين تغيب تيم ولا يستشهدون وهم شهود

سواء كانوا حاضرين أم غائبين، يقولون: أحد الوفود من الدول النامية يحضر في مجلس الأمن في انعقاد الجلسة: ومن عادته أنه كثير النوم، ينام ما اكتشفت دولته أنه ينام حتى وصل في نيويورك، فكان ينام في طول الجلسة، فيقوم في أثناء نومه فيقول: موافق، لأنه متعود من بلاده أنه يوافق على كل قرار ولا يعترض؛ لأنه سواء اعترض أو ما اعترض، فليس له صيت، فقالوا: يتوهم أن صاحب الجلسة طلب التصويت فمد يده: وقال: موافق.

بلغت الشماتة بالعالم الإسلامي أن لا يملك أحد حق النقض أو حق الفيتو، يصوت المجلس على قرار فتأتي أمريكا تعترض وما اعترض على قرارات إدانة إسرائيل طول التاريخ إلا أمريكا، يقولون نحاصر إسرائيل؟

قالت: لا.

ندمر إسرائيل؟ لا.

ندينها؟ لا.

نرسل لها؟ لا.

نفاوضها؟ لا.

والمسلمون على كثرتهم:

عدد الحصى والرمل في تعدادهم فإذا حسبت وجدتهم أصفارا

ولذلك هم سواء يغيبون أو يحضرون ليس لهم أثر في القرار أبداً، وإنما هذه الدول الخمس هي التي تنفذ القرار، وتسيطر على الرأي العام، ولذلك يتمزق قلب المسلم إذا قال الدول دائمة العضوية، فينظر أين أبناء خالد، وأين أبناء طارق، وأين أبناء عمر؟!!

أين الفاتحون الذين فتحوا الدنيا؟!

لا شيء، أمريكان وإنجليز وفرنسيون وصينيون وروس هم الذي يسيطرون على العالم، ليس فيهم مسلم ولا ساجد ولا ولي لله، ثم نبقى نحن يتحكم فينا هؤلاء في قراراتهم وتوجيهاتهم والسبب: أنهم اعتنوا بأنفسهم ووحدوا أمرهم وسيطروا على العالم بالقوة، هذا الحادث بين لنا هذا الأمر.

<<  <  ج:
ص:  >  >>