هذا أخ كتب يخبر أنه حضر لأول مرة مجموعة من الشباب المهتدي وشرفوا هذا المسجد لأول مرة، وأنسنا بهم ولله الحمد، أقولها يميناً يسألني الله عنها ما أريد أن لي بهداية واحد منهم حمر النعم، ولا مبلغاً مفروحاً به أو دنيا طائلة وإن الإنسان يعتبر أن من يهتدي كأنه أخوه من أبيه وأمه، وإنه فرحٌ لنا عظيم يجب أن يكون كعيد أن يأتي عشرات من الشباب جدد مهتدون أنقذهم الله من عذابه وهداهم إلى صراطٍ مستقيم {ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ}[الحديد:٢١] فليس الفضل في المراتب العالية؛ لأنها منهارة، وليس في المناصب فإنها منتهية، وليس في الأموال، فإنها محسوبة يحاسب عليها العبد، وليس في الكنوز ولا في القناطير المقنطرة، لكن أن يهتدي وأن يقبل إلى الله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى، ولله الحمد والشكر.
أسأله تعالى وهو الواحد الأحد أن يثبت هؤلاء، وأن يزيدهم إيماناً وأن يردهم من هذا المكان وقد غفرت ذنوبهم، فإنه في كثير من الآثار أن الله يقول للمجتمعين على طاعته: قوموا مغفوراً لكم، فقد رضيت عنكم.
والشاب الذي حضر هذه الليلة وترك اللهو واللغو، وترك زملاء السوء ورفقة الانحراف أنا أعتبر أنه ولد من جديد، وقد ذكرت لكم أن شيخ الإسلام -سقاه الله من سلسبيل الجنة- كان يقول: لابد للإنسان من ميلادين اثنين: الميلاد الأول: يوم ولدته أمه، والميلاد الثاني: يوم وُلد في هذا الدين.
اليوم ميلادي فرحت لتوه في ليلة الإسراء والمعراج
فليلة الإسراء والمعراج بالنسبة لهذا الشخص، معراج العلوم والفنون والحكم والمعارف هي هذه الليلة، فاشكروا الله على فضله، وكونوا أعضاء خيرين في جمعية محمد صلى الله عليه وسلم وعليكم أن تدلّوا الناس على مرضاة الله عز وجل، يعني إذا وجد أحد منكم مجموعة من الناس أن يدعوهم لحضور مجالس الخير، وقد لا يستفيد مني شخصياً، لكن يوم يراكم ويرى حرصكم وجلوسكم والإيمان فيكم، ويوم يرى سمتكم تكون عنده هذه كمائة محاضرة.
أيضاً أظن أن غداً أول أيام البيض، وهي الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر، إن كان غداً أو بعد غدٍ فعلى كل حال أنتم أعلم، ومن صامها فكأنما صام الدهر كله، وهناك لطيفة عند بعض الفضلاء يقول: لماذا خص الشارع أيام البيض؟ بعض الأطباء العصريين قالوا: ربما كانت دورة الجسم تزداد وضخ الدم يزداد في ليالي البيض، والشيطان يجري في الإنسان مجرى الدم فيزداد نشاطه في الأيام البيض، فيحاصر في الصيام، هكذا قالوا، ودعها سماويةً تجري على قدرٍ.
وأنبه على كثير من النساء أن بعض الحجاب ليس حجاباً شرعياً، فكشف الوجه في الأسواق، وفي المجامع العامة قد أصبحت ظاهرة، كذلك العباءة المفتوحة من الأمام والتي تظهر فيها مفاتن المرأة وتكون مغرية، وفاتنة وجالبة للنظر، فلتتقي الله المرأة في طاعة ربها سُبحَانَهُ وَتَعَالَى ولا تكون عرضة لعيون السيئين أو لتعريض نفسها لعذاب الله ومقته.