القاعدة الأولى: دليل التوحيد عند الصحابة آيات الله في الكون، خلافاً لـ علماء الكلام , الذين يقولون: النظر والاستدلال, فقبل أن تشهد أن لا إله إلا الله, لا بد أن تنظر وتستدل وتفكر في العلة والسبب والغاية, وقد علق على ذلك أحد الفضلاء في الجزء الأول من فتح الباري في الحاشية، وقال: الصحيح عند أهل السنة والجماعة: أن المطالب من المكلف إذا أسلم أن يقول: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، لا النظر ولا الاستدلال، والصحابة آمنوا برسالته عليه الصلاة والسلام بالأدلة الكونية والشرعية.
واسمع إلى أسلوب القرآن الذي يعرضه على الصحابة ومن سار مسارهم، يقول سبحانه:{أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الْأِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ * وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ * وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ * وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ}[الغاشية:١٧ - ٢٠] هذا الكلام لو قرأته على أعلم العلماء وعلى الطفل المكلف وعلى العجوز لفهموه؛ لأنه كلام عربي سهل وبسيط وميسر، لكنه عميق, فالعربي الذي خوطب بهذه اللغة يعرف الجمل والسماء والجبال والأرض.