الأخ يشكو ويقول: أنا أريد الحضور لكني لا أجيد القيادة وليس عندي سيارة، أريد من الشباب أن يأخذوني معهم، وأن يأخذوا من ليس عنده سيارة حتى يأتوا بهم إلى المسجد.
الجواب
صدق الأخ، ليس كلٌّ يمتلك سيارة، وظروف الناس تختلف، وبعضهم قد يمتلك ولكن لا يجيد القيادة، وبعضهم يجيد القيادة ولكن لا يستطيع أن يمتلك سيارة، فعلى الإخوة أن يتفقدوا جيرانهم وشبابهم، وإذا وجدته عليك أن تسأله، هل تريد مشاركتنا في الحضور؟ فتكون داعية خير:{من دل على خير فله مثل أجر فاعله، ومن دعا إلى سنة كتب له مثل أجر من أتى بهذه السنة} وفي حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: {ومن كان له فضل ظهر فليعد به على من لا ظهر له} من كان له زيادة جمل، أو حمار، أو فرس، وأنا أقول من كان له فضل مركبة، أو مقعد في السيارة، فليعد به على من لا مقعد له.
وأنا أخاطبكم وأطالبكم -أيها الإخوة- أنه إذا كان أحدكم يسير في الطريق ورأى أحداً عليه علامة الخير، أو كان شيخاً كبيراً، أو محتاجاً، أو أعمى، أن يقف ويحمله معه في سيارته حتى ينفعه الله بهذا الفعل:{يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ}[الشعراء:٨٩] وفي الأثر {الناس عيال لله أَحبُّهم لله أنفعهم لعياله}.
فوصيتي -أيها الإخوة- المشاركة، وأن تنفسح صدورنا، وسياراتنا، وبيوتنا للناس، والعجيب أن السيارات تكاد تكون -أحياناً- ككثرة الحضور فتجد الواحد يأتي بسيارة طويلة عريضة وهو وحده، فالأحسن أن يملأها من عباد الله، وبدلاً من أن تأتي أربع سيارات ويزدحم الشارع تأتي سيارة فيها أربعة أو خمسة فتحل أزمة الازدحام.