للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[الحكم بغير ما أنزل الله]

من الذنوب العظيمة التي وقعت بالبلاد الإسلامية الحكم بغير ما أنزل الله, وأنا لا أعرف بلداً إسلامياً يحكم بالشريعة إلا هذا البلد.

تلك البلاد كلها ولو ادعت الإسلام لا تحكم بالشرع, نعرف تاريخهم وكتبهم بين أيدينا, ولو صلّى أحدهم وصام وحج واعتمر وطاف في البيت سبعين مرة، فهؤلاء الزعماء يرون أن الشريعة ليست مصدر ثقة, وأنها لا تواكب العصر, ولا تصلح لقيادة الأمة, ولا تصلح للدولة, ويأخذ الأحكام الشخصية من قوانين نابليون , فكيف ينصر الله قوماً لا يحكمون الشرع؟! وعندهم القرآن يقرأ على الجنائز، وفي المقابر، ويقرطسونه في قراطيس ويعلقونه بخيوط, وينفثون به على المصروع، وإذا جن إنسان يبركون على صدره ويقرءون عليه, قالوا: القرآن أنزل لهذا! وإذا أتى زواج ابتدءوا به في الزواج, أو في حفل، أو افتتاح المشاريع! أما تحكيم القرآن والسنة فما يحكمونه أبداً، فهذه حقيقة يعرفها الرأي العام عندنا بصراحة.

<<  <  ج:
ص:  >  >>