من ميزة أهل السنة أنهم يحبون العلماء، وأهل البدعة يمقتون ويبغضون وينفرون من العلماء.
أيضاً عدم الاستقلالية بالفكر والفتوى والرأي، فإنه قد ينشأ الناشئ ويحصل على شيء قليل من العلم فيظن بنفسه الظنون، ويذهب بنفسه كل مذهب ويظن أنه بلغ رتبة الاجهاد، وحنانيك لا تطر حتى تريش، إذا أصبح للعبد ريش فليطر، ولا يستقل برأيه؛ فإن علياً -كما في البخاري - قال:[[رأي الاثنين أحب من رأي الواحد]].
وقال أهل العلم: ورأي الثلاثة أحب من رأي الاثنين.
وكان عمر رضي الله عنه إذا وقعت به معضلة جمع أهل بدر يسألهم ويستفتيهم، وفي بعض الآثار:{أجرؤكم على الفتيا أجرؤكم على النار} فالواجب على طالب العلم ألاَّ يستقل برأيه، وأن يشاور أهل العلم والفضل، وأن يعود إلى العلماء والدعاة ولا تعجبه نفسه؛ فإن العجب مهلكة، وهو من كبائر الذنوب، حتى تجد شيخ الإسلام ابن تيمية كما في المجلد العاشر والحادي عشر من الفتاوى ينبه على الكبائر التي في القلوب وتناساها الناس، نحن نتحدث الآن عن الكبائر الظاهرة، مثل: شرب الخمر والزنا والسرقة؛ ولكن هناك كبائر قد تكون أعظم من هذه الكبائر؛ كالعجب والحسد والكبر والغرور والعياذ بالله، وقد توصل العبد إلى درجة من الطاغوتية والنمرودية والتجبر على عباد الله، وعلى غمط الحق ودحره ما لا يعلمه إلا الله، حتى إنك تجد الناسك يقوم الليل ويصوم الإثنين والخميس، ويقرأ القرآن وهو يرد الحق، ويعجب برأيه، ويتفلت على أهل العلم، وينكر ويدحض الحجج.