ولذلك قال سبحانه:{فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ}[محمد:١٩] فبدأ بالعلم قبل القول والعمل.
فمن لوازم الدعوة:
أولاًَ: أن تعلم ما تدعو إليه: ومن دعا إلى أمر يجهله، فقد لبس على الناس، فإن طلب العلم لما تدعو إليه من المسائل، هو الأمر المقرر في منهجه الدعوي عليه الصلاة والسلام، قال الله لنبيه:{فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ}[محمد:١٩] وقال له: {وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً}[طه:١١٤] وتجدون جماهير المفسرين يقولون في قوله سُبحَانَهُ وَتَعَالى: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ}[النحل:١٢٥] يقولون: الحكمة: هي العلم.
ويقول ابن تيمية، فيما يُذكر عنه في كتاب الجهاد، يقول:"ليكن أمرك بالمعروف بالمعروف، ونهيك عن المنكر بلا منكر"، بل حمل علماء الصحابة قوله سُبحَانَهُ وَتَعَالى:{قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ}[يوسف:١٠٨] قالوا: البصيرة: هي العلم، وهي العلم الشرعي، الذي تدرك به أسرار الدعوة التي تدعو إليها.