للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[البشارة بالشهادة]

خرج عليه الصلاة والسلام إلى جبل أحد، الجبل الذي يحب الرسول صلى الله عليه وسلم، ويحبه الرسول صلى الله عليه وسلم، حتى يقول صلى الله عليه وسلم كما في البخاري: {أحد جبل يحبنا ونحبه، وهو من جبال الجنة، وعير وثور من جبال النار} ففي الجبال جبال تحب المؤمنين ويحبها المؤمنون، ومن الجبال جبال تكره المؤمنين ويكرهها المؤمنون، وهذا في الشجر وفي الحيوانات والعجماوات فضلاً عن الناس.

صعد صلى الله عليه وسلم على جبل أحد، فاهتز الجبل بإذن الواحد الأحد، وروى هذا أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجة والحاكم والطبراني في المعجم الكبير، فاهتز الجبل من أوله إلى آخره، قال صلى الله عليه وسلم: {اثبت أحد، فإنما عليك نبي أو صديق أو شهيد} وكان سعد بن أبي وقاص معه مع بعض الصحابة، يقول: لماذا تهتز فإن فوقك نبي أو صديق أو شهيد؟ فكان النبي هو محمد صلى الله عليه وسلم، والصديق أبو بكر والشهيد عمر وعثمان وعلي وسعد، ولذلك غالب الصحابة مات شهيداً مذبوحاً في سبيل الله، وما مات منهم حتف أنفه إلا القليل؛ لأنهم يأنفون أن يموت الواحد منهم هكذا، حرمت عليهم الميتة.

يقول سعد عند أحمد والبخاري ومسلم: {رأيت رجلين عن يمين الرسول صلى الله عليه وسلم وعن يساره يوم أحد عليهما ثياب بيض يقاتلان عنه كأشد قتال، ما رأيتهما قبل ولا بعد} رجلان عليهما ثياب بيض وعمائم بيض من الملائكة نزلا يقاتلان عن يمين الرسول صلى الله عليه وسلم وعن يساره، قال أهل العلم: في هذا كرامة لـ سعد رضي الله عنه، فإن الذي يرى الملائكة أو تصافحه، أو تسلم عليه، أو يسمع كلام الملائكة يكون هذا دليل على صدق إيمانه، وقل لي بربك إذا لم يكن سعد بن أبي وقاص صادق الإيمان فمن من الناس يكون صادق الإيمان؟ من من البشر يرقى إلى هذه المنزلة العظيمة؟

<<  <  ج:
ص:  >  >>