جاء في حديث حق المسلم على المسلم:{وإذا استنصحك فانصح له} فهل يلزم من هذا النصح عند طلب النصيحة، أم في أي وقت؟
الجواب
ظاهر الحديث إذا استنصحك أي: طلب منك النصيحة، استنصاح: استدراج، أي: طلب وهو من أفعال التدرج، الاستفعال يعني: أنه طلب منك النصيحة وقال: انصحني في هذا الأمر، ولكن الأحاديث الأخرى تدل على أن للمؤمن أن ينصح أخاه المؤمن ابتداءً من نفسه بدون أن يطلب منه النصيحة، فهذا في الأمور التي يطلب فيها النصيحة، والأخرى في أمور التعقل التي من الحكمة أن تنصحه فيها، كأن تراه ضالاً منحرفاً، فلك أن تنصحه إذا أخطأ في بعض المسائل، أو تراه مسرفاً على نفسه، أو لا يحسن تربية أولاده، فتنصحه في هذا الباب.
أما أمور الدنيا فإنك لا تنصحه حتى يستنصح لك، فمثلاً: يريد أن يتزوج زوجة فتذهب أنت إليه فتقول: سمعت أنك تريد أن تتزوج فلانة فأنصحك ألا تتزوج فلانة، هذا من النصيحة التي ليست مطلوبة في هذا الباب ولا مقبولة وإنما قال صلى الله عليه وسلم:{وإذا استنصحك} ليخرج هذه النصائح الخاصة، أو التي لا تفعل إلا باستدراج، ومثل: أن يشتري السلعة أو يبتاع بيتاً أو كذا، فتذهب إليه وتقول -لأمرٍ الله أعلم به-: لا.
إن بيت فلان فيه كذا وكذا وكذا، فهو لم يطلب منك هذا ولم يسألك ولم يطلب منك النصيحة، أما إذا طلب فلك أن تخبره كالشهادة، أما في الأمور الظاهرة، أو أمور الإسلام، أو أمور الآخرة فإنك تنصح له بدون أن يستنصحك.