للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[حقيقة لا إله إلا الله]

يقولون: لا إله إلا الله نطقها سلمان فركب في سفينة النجاة، فأصبح لسان الحال يقول بين العواصف: {سلمان منا آل البيت}.

ولا إله إلا الله كفر بها أبو طالب فأصبح في ضحضاح من النار، في أخمصه جمرة يغلي منها دماغه.

(لا إله إلا الله) تحول العبد من رعديد في مسلاخ الحمار إلى ولي من أولياء الله، والذي لا يحمل (لا إله إلا الله) أحقر وأذل من الحمار، يرقص ويشجع ويطرب ويغني ويزمر، لكن ما عليه نور أبداً؛ لأن شجرة (لا إله إلا الله) ما غُرست في قلبه

وأعطوني من الإيمان ديناً شباباً مخلصاً حراً أمينا

أمد يدي فأقتلع الرواسي وأبني المجد مؤتلفاً مكينا

الرواسي تدكدك بلا إله إلا الله.

يدخل جنود محمد صلى الله عليه وسلم إيوان كسرى، فيهللون؛ فيقع الإيوان في الأرض.

يدخل محمد صلى الله عليه وسلم الحرم المكي وفيه ثلاثمائة وستون صنماً؛ فيقول: لا إله إلا الله {وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً} [الإسراء:٨١] فتتنكس الأصنام على وجوهها

يا غارة الله جدي السير مسرعة في سحق أعدائنا يا غارة الله

الآن من الناس من يقول (لا إله إلا الله) وهو لا يصلي! ويقول (لا إله إلا الله) وهو لا يزكي! ويقول: (لا إله إلا الله) وهو لا يحمل الإيمان، بل يهاجم أهل الإيمان ويستهزئ بهم، فهي كلمة فحسب.

يوم أصبحت (لا إله إلا الله) كلمة في البراويز؛ أصبحنا كالعجائز من المعاجيز.

ويوم أصبحت كلمة (لا إله إلا الله) معلقة في الدكاكين؛ تأخرنا في رحاب الضالين.

ولكن (لا إله إلا الله) تنبعث من جديد؛ لتشهدها هذه الصحوة المباركة، رائدها محمد عليه الصلاة والسلام، ومصدرها الكتاب والسنة، وأنتم أساتذتها، ولك الحمد يا رب.

<<  <  ج:
ص:  >  >>