فضيلة الشيخ: أنا أصلي في هذا المسجد، ولكن يوجد بجانبي من يضايقني برجليه ويقول: هذه هي السنة في المراصة، ويوجد من يضايقني بيده، ويقول: هذه سنة المجافاة، فهل هذا من السنة، أفتونا مأجورين حفظكم الله؟
الجواب
أمر صلى الله عليه وسلم بمراصة الصفوف والاستواء وسد الفرج، لكن أن يبلغ الدرجة إلى كثير من الصور التي وجدت عند كثير من الناس، لا تصبح مراصة تصبح مراصعة ومصارعة وملاكمة؛ فهذا ليس بوارد، ودين الله عز وجل بين الغالي والجافي، فالمراصة مطلوبة، أما المراصعة فليست مطلوبة، أن تنتهي من الصلاة وأقدامك وجنبك يوجعك وتحتسب ذلك على الله، تصوم ثنتي عشرة ساعة، وتجد في المسجد من يلاكمك ويصارعك فهذا ليس بوارد، الوارد بارك الله فيك المراصة بالتي هي أحسن، وأن تسد الفرجة وأما أن يكون القدم بالقدم بالسنتي متر، وكذلك الكتف بالكتف والأذن بالأذن والساعد بالساعد فالأمر فيه سعة، لا بد من الملاينة، وشيء من السهولة واليسر، حتى لا يجد المؤمن مضايقة في الصف، لأن بعض الناس يتضايق إما مريض وإما متضرر وإما إنسان فتح الله عليه فأكثر في الإفطار، فيأتي فيحاسب بمحاسبين عن يمينه وعن يساره فما تنتهي التراويح إلا ويقول: ربنا أخرجنا منها، فالمقصود بارك الله فيكم أن المسألة مسألة مراصة بالتي هي أحسن.
في هذا كذلك ما أشار إليه الأخ من التفحيط بالأرجل أكثر من اللازم حتى يتشقق الثوب وبعضهم إذا سجد أخذ في الأرض طيلة حتى لا يعود للرفع إلا بصعوبة، والبعض الآخر يضع يديه في حلقه وهي على الصدر، فالمسألة بين الغالي والجافي ومعرفة السنة.
يقول سفيان الثوري: الرخصة لا يجيدها إلا العالم وأما الجاهل فما يحسن إلا التشديد.
فكلما تفقه العبد في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وسنته كلما اتضحت له هذه الأمور، وهؤلاء الأخيار عندهم من الفقه ومن الفهم ما يجعل الحديث لغيرهم.