[شكر النعم]
نحن في أمن وسكينة والحمد لله, فنحن جيران المقدسات، قال تعالى: {أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَماً آمِناً يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقاً مِنْ لَدُنَّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ} [القصص:٥٧].
وقال: {وَقَالُوا إِنْ نَتَّبِعِ الْهُدَى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا} [القصص:٥٧] فهذا منطق قريش.
وبعض الناس يقول: إذا استقمت على منهج الله أخشى أن أكون متطرفاً متزمتاً, وسوف آتي بهذه المسألة.
ومن شكر النعم منها:
أولها: المداومة والاجتهاد في تحكيم شرع الله.
الثاني: إنزال الناس وأهل الفضل منازلهم.
الثالث: أن نتآمر بالمعروف ونتناهى عن المنكر, قال تعالى: {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ * كَانُوا لا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ} [المائدة:٧٨ - ٧٩].
الرابع: الولاء والبراء, بأن نوالي أولياء الله ونتبرأ من أعداء الله.
مسألة أقولها -وقد طالعت فيها وسمعت كلام أهل الفضل والعلم- وهي في هذا الحدث: إن موالاة الكافر غير الاستعانة بالكافر, فالاستعانة بالكافر في وقت الدفع غير موالاة الكافر, أما الحديث الذي فيه: {فلن أستعين بمشرك} فقال عنه بعض الفضلاء: لأنه رجل واحد مشرك لا يغني عن المسلمين شيئاً.
الأمر الثاني: أنه في تلك الفترة فترة هجوم على العدو, وكان المسلمون في غنية, وأما الآن فأظهرت المصلحة التي يراها أهل الفضل ونراها أن الاستعانة بمثل هذا لدرء خطر هذا أولى, ويضرب بعض العلماء مثلاً يقول: أخوان شقيقان رضعا من ثدي واحد, ثم كبرا فقام أحدهم بالسكين على أخيه يقتله, قال: اتق الله فيّ, قال: والله أذبحك, قال: خف الله, قال: أنا لا أخاف الله, قال: ويلك من الله, فأتى رجل كافر وقال: تريد أن أمنعك.
فماذا يقول؟ يقول: نعم.
أيقول: لا.
لا تمنعني لأنك كافر؟! لا.
المصلحة الظاهرة يستعين بالكافر لدفع أخيه, وإلا فلو لم يفعل ولم يستعن بالكافر في مثل هذا الحدث فما هي النتيجة؟
لا يرقبون في مؤمن إلاً ولا ذمة, الدبابات والطائرات والصواريخ واجتياح المدن قريةً قريةً ومدينةً مدينةً وبلداً بلداً وهتك الأعراض, والزنا, والفحش, والجرائم, وتهديم المساجد, وتمزيق المصاحف.
ثم إن علينا أن نعد أنفسنا, وأن نحمل السلاح, وأن نجعل الجهاد من أعظم أمنياتنا في الحياة, وقلت من قبل وأقول: ليس بغريب علينا الجهاد، نحن الذين علمنا الناس الجهاد؛ فـ خالد بن الوليد، وسعد بن أبي وقاص، وطارق بن زياد , بل موحد الجزيرة الملك عبد العزيز كان يُعلِّم غيره من هؤلاء الأذلاء الجهاد.
في فتية من بني الأفغان ما تركت كراتهم للعدا صوتاً ولا صيتا
قوم إذا قابلوا كانوا ملائكة حسنا وإن قاتلوا كانوا عفاريتا