الولاء والبراء عند أهل السنة والجماعة التي ينادي بها سماحة الشيخ عقيدة، يرون أن الولاء والبراء، والحب والبغض عقيدة، لا يسيرون الحب والبغض بلا ضابط، بل كما ورد عند أبي داود:{من أحب في الله، وأبغض في الله، وأعطى لله، ومنع لله، فقد استكمل الإيمان} والله تبارك وتعالى يقول في الولاء: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ * وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ}[المائدة:٥٥ - ٥٦] ويقول سبحانه: {لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ}[المجادلة:٢٢].
والملاحظ في بعض الملتزمين من المقصرين من أمثالنا: أن الواحد منهم إذا التزم، لا يزال يستمر في صحبة كثير من الأشرار والمنحرفين عن السنة، ممن يستمعون الغناء -مثلاً- أو يتخلف عن الصلوات، أو يتمرد على السنة، تجده أكيله وشريبه دون أن يدعوه، فإذا قلت له: لماذا لا تنفصل؟
أو لماذا لا يكون لك انفصال عنه وهجر حتى يعود؟
قال: أنا أرتاح له، فدل على أنه لا يحمل الولاء والبراء.
أيضاً: وجد ثلم في الولاء والبراء في بعض الشركات والمؤسسات، أن يستقدم النصراني واليهودي والبوذي والسيخ، فتجدهم يؤاكلون ويشاربون ويلاطفون، ويزارون ويحترمون وهذا نقض للولاء والبراء.
كتب أبو موسى الأشعري -رضي الله عنه وأرضاه- كتاباً إلى عمر يستشيره في كاتب عنده هل يستكتبه، فقال عمر:[[لا.
فقال: إنه فطن يا أمير المؤمنين! قال عمر: قاتلك الله! تُقربهم بعد أن أبعدهم الله، وتُحبهم بعد أن أبغضهم الله، وترفعهم بعد أن أنزلهم الله!! أو كما قال رضي الله عنه، فطرده أبو موسى]] فنصيحتي لأهل رءوس الأموال والتجار والمؤسسات والشركات أن يتقوا الله في هذا المنهج الرباني، ولا يستقدموا عمالاً غير مسلمين، أو خبراء أو مستشارين أو غير ذلك من أي عمل؛ لأن هذا محرم في الإسلام.