ومنها: رد التحية بغير السلام: تقول: (السلام عليكم ورحمة الله) فيرد: (أهلاً ومرحباً) وهذا خطأ، ومخالفة لسنة الرسول صلى الله عليه وسلم، وهي من أفعال الجاهلية، أو تقول: السلام عليكم فيقول: (حياك الله) أو (الله يحييك).
بل يكون ردك إذا سلم عليك.
وعليك السلام ورحمة الله وبركاته، كما قال سبحانه:{وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا}[النساء:٨٦] وقال سبحانه: {سَلامٌ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ}[الذاريات:٢٥] فالتحية ترد بمثلها أو بأحسن منها، وهي السلام.
ومنها: الاكتفاء عند بعض الناس: أي: قبل أن يسلم عليك، أحدهم يقول: صباح الخير، فتقول: صبحك الله؛ ثم ينصرف فهذا خطأ، ويلقاك في المساء فيقول:(مساء الخير) وإذا اتصلت بالهاتف، قال (ألو) وهي إنجليزية، ونحن لدينا (نعم) فمن أين (ألو) هذه؟ وما الذي أحوجنا إلى هذا الكلام؟! أنحن إنجليز أم عرب؟ فالكلام الذي نتكلم فيه بيننا؛ نتكلم به في التلفون، ونترك هذه المصطلحات المستوردة.
يقول أحد المفكرين: تعلمت من الإنجليز ثلاث كلمات، رأيتها في مذكرات علي الطنطاوي، منها: يقول: (بليز) وهي تعني: من فضلك، ومعناها عندنا بالعربي (إبليس) يقول: قال لأحد الخدم في المطعم: بليز، يطلبه ووتر أي: ماء، قال: يا إبليس! أعطني ماء ومنها من الألفاظ، (وِلْكَم) يعني: حياكم أو أهلاً، ومعناها بالعربية (ويْلَكُم) وكلمة نعود إليها، ولعلها تبحث لما فيها من الفوائد والله المستعان.
وعلى كل حال: ألفاظنا ينبغي أن تكون إسلامية.
وقد ذكر ابن تيمية -ويعرف ذلك طلبة العلم- في اقتضاء الصراط المستقيم أن من قدم غير اللغة العربية عليها لغير حاجة لها ففيه شعبة من النفاق ومثاله: أن يذهب إنسان إلى أهله في بادية أو قرية فيقول: (هلو جدمورنينج سير) ولا يوجد داعي؛ فهم بدو أو عوام أو عجائز لا يعرفون حتى العربية، ولا يعرفون: ضرب زيد عمَراً؛ فيستخدم هذا؛ قال: فهو في شعبة من النفاق وهو الصحيح؛ لأنك لا تجد هذا الصنف إلا يحب الخواجة أكثر مما يحب المسلم، ومتعلق بـ أمريكا، فهو في الخميس هنا لكن قلبه في واشنطن فلا يعجبه إلا ذلك الطراز، وصدق ابن تيمية.
لكن عند الحاجة فإنا نطلب أن يتعلم الإنسان اللغة الإنجليزية، فهي واجب على الكفاية، فالرسول صلى الله عليه وسلم:{أمر زيد بن ثابت أن يتعلم العبرية لغة اليهود فتعلمها في خمسة عشر يوماً} والله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى أرسل رسلاً لكل قوم، والإنجليز يخاطبون بلغتهم، والروس، وحيَّهلاً بمن تعلم اللغة وأجاد ودعا إلى الله؛ أما التعلم تكبراً وتبجحاً وتظاهراً؛ فهذا من شعب النفاق.