فضيلة الشيخ! عندي أخت تدرس المرحلة الثانوية، ولكنها لم تستفد من علمها، لا في المحافظة على الصلاة في وقتها، ولا في تعاملها مع والدتها، إذ تعاملها معاملة لا يصح نسبتها إليها، أرجو التوجيه حول ذلك؛ لأنني -إن شاء الله- سوف أسمعها المحاضرة عن طريق الشريط، وجزاكم الله خيراً؟
الجواب
نعوذ بالله من علم لا ينفع، والعلم الذي لا ينفع هو الذي يُحْفَظ ثم يُعْرِض صاحبه عن ذكر الله عز وجل، وعن إقامة الفرائض، وأوامر الله، وينسى حدوده.
وهذه الفتاة ندعوها إلى الهداية؛ أن تعود إلى سنة الرسول عليه الصلاة والسلام، وأن تتقي الله في والدتها، وتتقي الله في نفسها أولاً، وأن تطيع ربها، فإن دراستها لا تنفعها بل تبعدها وتغضب الله عليها، فأول ما فعلت أنها تهاونت بالصلاة، وتركت كثيراً من فرائض الله عز وجل عليها، فهذا علامة الخذلان، وهي بهذا العمل تشهد على نفسها بالفجور -والعياذ بالله- وما سبب ذلك إلا الخذلان، يوم أعرضت عن منهج الله، أو أن هناك وسائل تربت عليها من فيديو مُهَدِّم، أو مسلسلات مخربة، أو أغنية ماجنة، أو مجلات خليعة، أو اتخذت أخداناً -والعياذ بالله- بظهر الغيب، فهذا كله من الخذلان، والإعراض عن منهج الله.
فيا أيتها الشابة المسلمة! ويا كل مسلمة! إن العلم النافع هو الذي يقودك إلى رضوان الله، قال الله:{حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ}[النساء:٣٤].
يقول عليه الصلاة والسلام:{إذا أطاعت المرأة ربها، وأطاعت زوجها، وصلت خمسها، وصامت شهرها، دخلت جنة ربها}.
فالعلم المطلوب للمرأة هو العلم الذي يوصلها إلى رضوان الله، فتكون طائعة لوالديها، متحجبة، تحفظ سمعها وبصرها وفرجها، لا تتخذ أخداناً، ولا تستمع غناءً، ولا تطالع مجلات خليعة، ولا تكون مضيعة لحقوق الله، حينها يرضى الله عنها، أما إذا عاشت الفتاة على هذا الحال فنعوذ بالله من مصير سوف تنقلب إليه، ومن حياة سوف تشرف عليها، ومن تعاسة سوف تنتظرها، فإن من تعثر في طريق الهداية عثر الله حياته حتى يلقى الله وهو مخذول، ومن أعرض عن الهداية سلب الله إرادتَه ورشده، حتى يعيش وكأنه مجنون والعياذ بالله {أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}[التوبة:١٠٩].