يكثر مشاهدة برامج التلفاز في رمضان وغيره، فنستفتيك حفظك الله أن تبين لنا ما هو الحلال وما هو الحرام في التلفاز؟ وهل الأفلام المتحركة لها أثر على الأطفال؟ مع أن فيها تسلية لهم، أفتونا جزاكم الله خيرا؟
الجواب
المسلم مطالب بحفظ وقته وقلبه ونظره وكل جارحة فيه، والله عز وجل لا يزيل قدمي عبد يوم القيامة حتى يسأله عن أربع، عن عمره فيما أفناه وعن شبابه فيما أبلاه، هذه الساعات الثمينة وهذا الليل والنهار الذي امتن الله به في القرآن، فقال:{تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجاً وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجاً وَقَمَراً مُنِيراً * وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُوراً}[الفرقان:٦١ - ٦٢] أتظن أن كل هذا يذهب سدىً؟!
أتظن أن هذا الليل والنهار ليس بنعمة عليك، بل هو من أفضل النعم، ولا تستثمر الصالحات ولا ترفع الدرجات إلا في الأوقات، والله يقول:{أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ * فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ}[المؤمنون:١١٥ - ١١٦] وعند البخاري من حديث ابن عباس في الرقاق، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {نعمتان مغبونٌ فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ} تجد العبد صحيح الجسم قوي البنية متكامل الأعضاء، وهو عاطل باطل كسول، ليس عنده تحرك ولا همة ولا نشاط، فيخسر وقته وعمره، إذا علم ذلك فأعظم ما نخسره الأوقات إذا ذهبت في غير طاعة الله.
أشاب الصغير وأفنى الكبير كر الغداة ومر العشي
إذا ليلة هَرَّمت يومها أتى بعد ذلك يوم فتي
نروح ونغدوا لحاجاتنا وحاجة من عاش لا تنقضي
تموت مع المرء حاجاته وتبقى له حاجة ما بقي
وقال آخر:
دقات قلب المرء قائلة له إن الحياة دقائق وثوانِ
ومما يحفظ أيضاً: البصر، فإنه يحفظ من المطالعة في أي محرم، سواء كان في هذه الآلة المذكورة أو في غيرها، وسوف يسأل الله العبد عن بصره وسمعه ويده ورجله وفرجه، وكل عضو فيه يوم القيامة؛ لأنها نعمة فهل صرفها في الطاعة أم في المعصية، أما القضايا التفصيلية والجزئية، فكل ما كان خبيثاً لا يجوز، وكل ما كان طيباً فهو المطلوب، لكن أي خبيث هذا وأي طيب ذاك، إنها مسائل جزئية تفصيلية، ليس هذا مجال بسطها، لكن مجال بسطها رسائل أهل العلم، وقد تكلموا فيها بما يشفي ويكفي، وهي رسائل موجودة بين أوساط الشباب.