انتهت مسائل هذا الدرس، ولو أن هناك كلاماً في الهدية أن الرسول عليه الصلاة والسلام كان يقبل الهدية ويثيب عليها صلى الله عليه وسلم، أي: يكافئ عليها، أهدي له مرة أمبجانية فقبلها، وأهدي له صلى الله عليه وسلم شيئاً فقبله، وكان يهدى إليه سمن فيأخذه ولكنه يرد ويثيب على الهدية، فيقول عليه الصلاة والسلام:{لو دعيت إلى كراع لأجبته، ولو أهدي إليّ ذراع لقبلت} وهذا من تواضعه صلى الله عليه وسلم.
فالحكمة أنك تقبل الهدية إذا علمت أنه لا يترتب عليها مفسدة في عرضك ولا في دينك، لأنك إذا رددت الهدية وجد صاحبها عليك، وكان هذا سوء تعامل مع الناس.
مر الرسول عليه الصلاة والسلام بـ صعب بن جثامة بـ وادي ودان فأهدى له شقاً من حمار -أي: حمار وحشي- فرده صلى الله عليه وسلم، وقال:{إنا لم نرده عليك إلا أنا حرم}؛ لأنه صاده من أجله، فإذا علمت أنه يجرح شعوره رد الهدية فلا ترد الهدية، بل اقبلها وأثب عليها بالدعاء، وبإجازتها بهدية أخرى.
والهدايا من أحسن ما يفعل، خاصة الهدايا التي تنفع في الآخرة من علم ونفع عام، نسأل الله التوفيق والهداية.