للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[تعليق على الجهاد الأفغاني]

السؤال

يرجى منكم التحدث عن الجهاد الأفغاني، وحث المسلمين على الإنفاق في سبيل الله لصالح الجهاد الأفغاني وجزاكم الله خيراً.

الجواب

على كل حال، الآن تحصيل حاصل، الجهاد الأفغاني يعرفه الوثني الأفريقي، والبرشفي الأحمر، والخواجة الأشقر، ما أحد في الدنيا لا يعرف الجهاد الأفغاني، سلُّوا سيوفهم، وحرابهم، ورفعوا لا إله إلا الله حتى تاب برجنيف وجرباتشوف وأذنابهم وعملاؤهم، من الاعتداء على قداسة المسلمين، قوم أتتهم الدبابات فخرجوا بالسلاح يقولون:

نحن الذين بايعوا محمدا على الجهاد ما بقينا أبدا

نحن في ظل ظليل، وفي نعم وفي نعيم، وفي رخاء وفي شيء من العيش عظيم، لا نخشى على أنفسنا إلا أن نموت تخماً، بعض الناس يموت شهيداً في المستشفى من أكل العصيدة، يسوى له عملية قالوا: أكلها وهي حارة، وبعضهم قالوا: أدخل العشاء على الغداء بدون ترتيب، وبعضهم يغص بلقمة فيموت إلى رحمة الله على مائدته.

فنحن ما نشكو إلا من الإحباط، فجدير بنا أن نوجه بعض النعم (بعض التبرعات) بعض المال إلى أولئك الذين أعلنوا جهادهم لله عز وجل، يلتحفون السماء، ويفترشون الأرض، وأنت عندما تقدم مالك إنما تعلن إيمانك من جديد، وتعلن صدقك مع الله وإخلاصك يقول الله تعالى: {مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} [البقرة:٢٦١].

أخذت أموالنا الأزياء، والأحذية، والكنبات، فماذا نقول للجنات يوم فتحت أبوابها للمتصدقين، ألا إن عثمان دخل الجنة بماله، قال عليه الصلاة والسلام: {من يجهز جيش العسرة وله الجنة، فجهزه عثمان، فدمعت عيناه عليه الصلاة والسلام على المنبر وقال: اللهم اغفر لـ عثمان ما تقدم من ذنبه وما تأخر، اللهم ارض عن عثمان فإني عنه راض، ما ضر عثمان ما فعل بعد اليوم} ادفعوا أموالكم ساهموا، سارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض، يدفع المال هناك، وما اكتسيت ما أكلت ذاهب.

يا متعب الجسم كم تسعى لراحته أتعبت نفسك فيما فيه خسران

أقبل على الروح واستكمل فضائلها فأنت بالروح لا بالجسم إنسان

يا عامراً لخراب الدار مجتهداً بالله هل لخراب الدار عمران

قتل أحد المجاهدين وهو شهيد، فوجدوا في قميصه خمسة قروش، ما ترك قليلاً ولا كثيرا.

دخلوا على قائد من قواعد المجاهدين الأفغان، فوجدوه في بيت من خشب، قالوا: أنت قائد، وأنت في بيت من خشب! قال: لو كنت أعمل للدنيا لسكنت قصراً، لكنني أريد جنة عرضها السماوات والأرض.

وصلى الله وسلم على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

والحمد لله رب العالمين.

<<  <  ج:
ص:  >  >>