أما أسس الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فهي ستة، ومن لم يقم بها فقد نقص عليه شيء من مواصفات ومؤهلات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، أسردها ثم أفصلها:
الأول: العلم بالمعروف والعلم بالمنكر، ولا يعلم المعروف والمنكر إلا بالكتاب والسنة.
الثاني: الحكمة في الأمر والحكمة في النهي.
الثالث: تحصيل المصلحة من الأمر والمصلحة من النهي، ولا تكون المصلحة أقل بل تكون أعظم.
الرابع: التدرج في المأمورات والمنهيات، كما فعل بعض الناس، رأى رجلاً أجنبياً يدخن، فأتى يتكلم معه في تحريم الدخان، سبحان الله! نصراني لا يعرف الله ولا اليوم الآخر ولا يعرف الجنة ولا النار، هو لم يسلم ولم يتوجه إلى الله عز وجل، ولن ينفعه إذا ترك الدخان وحرم الدخان، أو رأى زنديقاً أو بوذياً يسبل ثيابه أو يأكل باليسار، فيقول: لا تأكل باليسار لأنه ثبت في صحيح مسلم عن ابن عمر بسند رجاله ثقات أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: {إذا أكل أحدكم فليأكل بيمينه، وإذا شرب فليشرب بيمينه؛ فإن الشيطان يأكل بشماله ويشرب بشماله} هو لا يعرف البخاري ولا مسلماً ولا أبا هريرة ولا محمداً ولا الله ولا اليوم الآخر، فهذا لا يجدي فيه.
الخامس: الحلم والصفح والصبر.
السادس: عمل الآمر بالمأمور واجتنابه للمنهي، قال تعالى:{أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلا تَعْقِلُونَ}[البقرة:٤٤].