للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[قصة عمر مع ميزاب العباس]

ويذكر أهل السير أن عمر رضي الله عنه خرج متلبساً قاصداً الجمعة، ومعه الدرة يخرج بها الشياطين من الرءوس، فهي علاج خاص لا يصرف إلا من صيدلية عمر، وإذا خرج بالدرة فخطر ممنوع الاقتراب، فأتى فرأى ميزاباً للعباس قطر عليه دماً، وكان قد ذبح قبل صلاة الجمعة دجاجة، فنزل الدم على ثياب عمر، وليس عنده إلا ثوب واحد، وهو خليفة المسلمين، وكنوز الدنيا تحت يديه.

يا من يرى عمراً تكسوه بردته والزيت أدم له والكوخ مأواه

يهتز كسرى على كرسيه فرقاً من خوفه وملوك الروم تخشاه

فلما سال الدم على ثيابه ضرب الميزاب بالدرة فأوقعه على الأرض، ثم عاد إلى بيته فغسل الدم، وأتى العباس، فقال: من قلع الميزاب؟ قالوا: عمر.

قال: والله الذي لا إله إلا هو! لقد وضعه رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده عمر فأخبره، فقال عمر: سبحان الله! أسألك بالله أوضعه رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده؟ قال: إي والله.

قال: والله الذي لا إله إلا هو لأتكئن لك على الأرض، ولتصعدن على ظهري، ولتردن الميزاب مكانه.

فجلس عمر، وقام العباس على ظهره، ورد الميزاب مكانه وهذا كله إكرام لصاحب تلك العين؛ ومن أجل عين تكرم ألف عين.

<<  <  ج:
ص:  >  >>