للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[الامتثال والطاعة]

قال المعصوم عليه الصلاة والسلام للناس اجلسوا، فسمعه ابن رواحة وهو على الرصيف فجلس على الرصيف، وهذا من الأدب اللطيف والاتباع الشريف

عطاياه صلى الله عليه وسلم يتألف بها الأرواح وليست دليلاً -لمن أخذها- على الصلاح.

يقول صلى الله عليه وسلم: {إني لأعطي أقواماً وغيرهم أحب إلي منهم، خشية أن يكبهم الله على وجوههم في النار، وأدع آخرين لما جعل الله في قلوبهم من الخير والإيمان منهم عمرو بن تغلب، قال عمرو بن تغلب: كلمة ما أريد أن لي بها الدنيا وما فيها}.

[[قال ملك الروم لـ عبد الله بن حذافة، وقد رآه يبكي لما رأى قدور الكفرة تغلي بأسرى المسلمين، قال: أتبكي خوفاً من الموت؟ قال: لا والذي لا إله إلا هو، ولكن وددت أن لي بكل شعرة في جسمي نفساً تذوق العذاب في سبيل الله عز وجل]].

{سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ} [الرعد:٢٤]

هو الإقدام في سبل المعالي وطعن بالرماح وبالعوالي

فصبراً في مجال الموت حتى يكون الدين دين الله عالي

ختاماً: انتهت مصارع العشاق، وكان المقصود منها طرحاً جديداً في قالب أدبي أخاذ، فنحن أمة الإبداع وقرآننا سر البلاغة والإعجاز، وقصدت من هذا الفن إراحة النفوس من الرتابة، وإقالتها من النمط الواحد، فالنفس ملولة، والأذن مجاجة، وتنويع الطرح وتصريف الكلام أدعى للقبول، وكلما تعددت أساليب الحق فُهم، وكلما تنوعت قوالب الصدق عُلم، وتبارك القائل في كتابه: {وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ وَكَانَ الْأِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلاً} [الكهف:٥٤] شكراً لمشاعركم النبيلة، وأخلاقكم الجميلة، ومبادئكم الأصيلة.

سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.

<<  <  ج:
ص:  >  >>