للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[نظم ونقد]

السؤال

ما رأيك في هذين البيتين:

يا أرض أبها في الدنا فلتفخري لما حوت قرعاء كل غضنفر

أحلامهم تزن الجبال رزانةً ولهم من الأعمال فوق المشتري

الجواب

ميزة مخيمكم: كثرة الشعراء فيه، وكثرة النبوغ، والنابهين.

أجاد، ولكنه سرق نصف بيت.

يقول:

يا أرض أبها في الدنا فلتفخري لما حوت قرعاء كل غضنفر

هذا يدل على أنه شاعر، وسوف يكون شاعراً.

,الغضنفر: الأسد

أحلامهم تزن الجبال رزانة: هذا للفرزدق يقول:

أحلامنا تزن الجبال رزانة وتخالنا جناً إذا ما نجهلُ

فهو سرقها جزاه الله خيراً، وهذا تضمين، وليس سرقة؛ وليس اقتباساً؛ لأن الاقتباس: يكون من الآيات والأحاديث، والتضمين: أن يأخذ نصف بيت من شاعر قديم، فيجعله في قصيدته، أو يأخذ بيتاً ويشير إليه.

وبمناسبة القرعاء؛ هنا مقطوعة في القرعاء، لكن صاحب السؤال لا ينساه، حتى نأتيه في القرعاء:

في ربى القرعاء:

لك يا حديث العارفين منازل في كل قلب طيب الأردانِ

كم طهرتك دموع صبٍّ مغرمٍ نزحت به الفرقى عن الإخوانِ

رتلت آيات الحنين بنغمة تبكي القلوب بلوعة الهجرانِ

أحببتكم في الله حتى لم يعد لسواكم في القلب شخص ثانِ

من حبكم أوطانكم أحببتها ونسيت في أوطانكم أوطاني

لَمُخَيَّمٌ أنتم به يا إخوتي فيه القداسة مشرق العرفانِ

غرس البراعة في قلوبكم غداً متأرجاً بالرَّوح والريحانِ

انظر إلى القرعا تجدها مسجداً متجاوب الأرجاء بالقرآنِ

هل تذكرونا مثل ذكرانا لكم هذا الوفاء المحض يا إخواني

وبالمناسبة! أخبرني أحد الإخوة من الذين أتوا هذه المخيمات فقال: تهت في هذا المكان، فسمعت قبل ليلة من المايكرفون وهم يشرحون أبواب الطهارة، فوجدت من الأنس، وأنا في الليل، ومن الراحة والفرحة، واستحيت أن أدخل عليهم وهو يقصد مكانكم هذا.

وهل أعظم من أن تأتوا في هذا المكان فترتلون آيات الله البينات وتتدارسون أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم، وتشرحون أبواب العلم، هذا هو الشرف في الدنيا والآخرة.

<<  <  ج:
ص:  >  >>