للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[زوج السادسة كثير الأكل والشرب]

{قالت السادسة: زوجي إن أكل لف، وإن شرب اشتف، وإن اضطجع التف، ولا يولج الكف ليعلم البث} فهي تصف زوجها بالنهمة في الأكل، والعرب تعيب ذلك، فهي تقول: أكل الطعام عليها، الغداء والعشاء والفطور، ولم يبقِ لها شيئاً، تقول: إذا أكل لف ما يعرف الأكل بالأصابع، والسنة الأكل بثلاثة أصابع قبل وجود الملاعق، فلما اكتشفت الملاعق في هذا القرن جاز أن يؤكل بالملاعق، فكان الصحابة يأكلون بثلاث، لكن هذا فيما يقبل الأكل بالثلاث، أما الأرز وما يدخل في حكمها فلك أن تأكل بالأربع والخمس.

فهو إن أكل لف أي: يلف الأكل لفاً، ويقولون: يجمعه جمعاً (وإن شرب اشتف) أي: يبتلعه حتى يجرجر نحره كأنه ثور وما يمصه مصاً، ونحن نؤمر في السنة أن نمص الماء مصاً، لا نبتلعه بلعاً حتى يجرجر؛ لأن هذا يؤذي الحلق.

(وإن اضطجع التف) تقول: من وحشته أنه إذا اضطجع أخذ فراشاً وحده، ولا يقترب من زوجته، فهو شرس الخلق لا يُقترب منه (ولا يولج الكف) الكف معروف، (ليعلم البث) تقول: أمرض كثيراً وتصيبني الحمى لكن ليس عنده لطف، ومن لطف الرجل مع أهله، مع أخته أو مع زوجته أن يقترب -كما كان يفعل صلى الله عليه وسلم- ويضع يده على كتفها أو على رأسها أو على كفها ويرى حرارتها، وهذا من اللطف والأنس، بل إن الرسول صلى الله عليه وسلم كان إذا وجد بعض أصحابه ربما شبك أصابعه بأصابعه أنساً له، وربما داعبهم فضرب في صدورهم، وربما أخذ أحدهم يمازح بكتفه وبعنقه عليه الصلاة والسلام.

فهذه المرأة تقول: هذا ليس عنده من اللطف شيء يأكل الأكل علينا، ويشرب الشراب علينا، ويبتعد بنومه، ولا يمرِّضنا ولا يسأل عنا.

<<  <  ج:
ص:  >  >>